أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

في الثلاثين من هذا الشهر، يحتفل العالَم باليوم العالمي للصداقة، وقد أعطت الأمم المتّحدة أهمّية كبيرة للصداقة بين الشعوب والدول والثقافات والأفراد، لأنها تدعم جهود السلام والاستقرار والأمن على جميع الأصعدة. فالصداقة تعزّز روح التعاون والتضامن الإنساني، كما ترسّخ فكرة الانفتاح وتقبّل الآخر، واحترام اختلافاته الفكرية والمادّية. وعليه فإن الصدق في الصداقات من أهمّ أسباب نجاحها واستمرارها لسنوات طويلة. 
ولأن الصدق مع النفس من أهمّ الصداقات، فقد اخترنا في هذا العدد أن نعرّفكم على فريدا كاهلو، واحدة من أشهر رسّامات المكسيك التي ذاع صيتها، ولمع اسمها في حياتها وبعد مماتها. فريدا كوّنت صداقة ناجحة مع نفسها حين اختارت أن تتأقلم وتتعايش مع كل الظروف التي أحاطت بها، ففي عامها السادس أُصيبت بالشلل، ولازمت الفراش 9 أشهر، فنتج عن ذلك إعاقة برجلها اليمنى، وعرج ظاهر في مشيتها. وفي الثامن عشر من عمرها تعرّضت لحادث طريق تسبّب لها بكسور مختلفة في أنحاء جسدها، فقعدت بسريرها عامًا كاملًا.
أبنائي الأعزّاء، بِتقبّل الواقع، وممارسة الرسم، واجهت فريدا المرض والقَدَر، حتى إنها كانت ترسم صورتها يوميًا من خلال مرآة وُضعت لها على سقف الغرفة، كما تلقّت دروسًا خصوصية في الرسم لتطوِّر مهاراتها الفنّية، وبالفعل كان لديها لوحات فنية رائعة تعكس الواقع. وقد نالت لوحات فريدا استحسان أبرز الفنّانين التشكيليّين في عصرها، حتى إن الحكومة المكسيكية كلّفتها بعمل فنّي يمثّل نساء المكسيك. فريدا كاهلو صدقت وصادقت نفسها، وعبّرت بذلك في مقولتها: (لمَ قد أحتاج القدمين ولديّ أجنحة لأطير؟).

* غلاف شهر يوليو يحتفي بالفنّانة التشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو.