لماذا ضحك السمك؟
يحكى أن قبطاناً لسفينة صيد دفعه جشعه للحاق بأسراب الأسماك التي كانت تسبح بحركات لولبية ساحرة في عرض البحر, وقد كان طمعه كبيراً لدرجة أنه استمر في اللحاق بها وتتبعها من مكان إلى آخر دون أن ينتبه للصخور البحرية التي كانت تعترض طريقه.
وفجأة, إذ بدوي لصوت عال معلناً بذلك ارتطام سفينته بالصخور ولم يدم صمود السفينة طويلاً, فما هي إلا لحظات حتى غرقت وراحت تنزل شيئاً فشيئاً إلى القاع.
وبعد أن أنقذ القبطان نفسه من الغرق, جلس على إحدى الصخور البحرية حزيناً متأملاً لحظات وداع سفينته الغالية, وفي هذا الوقت همّت الأسماك تقفز فرحاً وسروراً بالحال الطارئة, ولم تجدها إلا والضحكات قد ارتسمت على محياها, ناثرة بسمات الحرية التي عادت لاحتضانها بقاع البحر العميق والبهيج من جديد. آه, كم كانت ضحكاتها آسرة وأصوات فرحها وبهجتها تهز بصداها المكان!