لماذا ضحك السمك؟

لماذا ضحك السمك؟

يحكى‭ ‬أن‭ ‬قبطاناً‭ ‬لسفينة‭ ‬صيد‭ ‬دفعه‭ ‬جشعه‭ ‬للحاق‭ ‬بأسراب‭ ‬الأسماك‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسبح‭ ‬بحركات‭ ‬لولبية‭ ‬ساحرة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭, ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬طمعه‭ ‬كبيراً‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬اللحاق‭ ‬بها‭ ‬وتتبعها‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬للصخور‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعترض‭ ‬طريقه‭.‬

وفجأة‭, ‬إذ‭ ‬بدوي‭ ‬لصوت‭ ‬عال‭ ‬معلناً‭ ‬بذلك‭ ‬ارتطام‭ ‬سفينته‭ ‬بالصخور‭ ‬ولم‭ ‬يدم‭ ‬صمود‭ ‬السفينة‭ ‬طويلاً‭, ‬فما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬لحظات‭ ‬حتى‭ ‬غرقت‭ ‬وراحت‭ ‬تنزل‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬إلى‭ ‬القاع‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أنقذ‭ ‬القبطان‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الغرق‭, ‬جلس‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الصخور‭ ‬البحرية‭ ‬حزيناً‭ ‬متأملاً‭ ‬لحظات‭ ‬وداع‭ ‬سفينته‭ ‬الغالية‭, ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬همّت‭ ‬الأسماك‭ ‬تقفز‭ ‬فرحاً‭ ‬وسروراً‭ ‬بالحال‭ ‬الطارئة‭, ‬ولم‭ ‬تجدها‭ ‬إلا‭ ‬والضحكات‭ ‬قد‭ ‬ارتسمت‭ ‬على‭ ‬محياها‭, ‬ناثرة‭ ‬بسمات‭ ‬الحرية‭ ‬التي‭ ‬عادت‭ ‬لاحتضانها‭ ‬بقاع‭ ‬البحر‭ ‬العميق‭ ‬والبهيج‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬آه‭, ‬كم‭ ‬كانت‭ ‬ضحكاتها‭ ‬آسرة‭ ‬وأصوات‭ ‬فرحها‭ ‬وبهجتها‭ ‬تهز‭ ‬بصداها‭ ‬المكان‭!‬