حوار بين الشمس وأشعّتها
عندما حان وقت الشروق... أصدرت الشمس أمراً إلى أشعّتها كي تنطلق نحو الأرض وتقوم بعملها، حتى إذا حان وقت الغروب عادت إلى الشمس لتقصّ عليها ما فعلته.
لكن الأشعة قبل أن تنطلق... راحت تسأل الشمس: وأنت أيتها الشمس... لماذا لا تنطلقين معنا؟
فأجابت الشمس: يجب أن أظل في مكاني ولا أتركه، حتى تستطيع الأرض أن تكمل دورتها حوْلي، فالأرض تدور حوْلي دورة كاملة كلّ سنة، ولولا هذا الدوران ما نشأت الفصول الأربعة، الربيع والصيف والخريف والشتاء. وليس فقط من أجل هذا السبب، بل أيضاً لأن أحداً من البشر لا يستطيع أن يتحمل شدّة الحرارة التي تنبعث مني إذا اقتربت منه.
لم يطل حديث الشمس مع أشعتها، إذ قالت: والآن... أيتها الأشعة... لقد حان موعد الانطلاق إلى الأرض، أوصيك بالإقبال على العمل في جدّ ونشاط حتى العودة عند الغروب.
عندما حان وقت الغروب... كانت الأشعة قد أدّت عملها، فاتخذت طريقها عائدة إلى الشمس، وراحت تقصّ عليها ما فعلته.
قالت أشعّة: رأينا أطفالاً صغاراً يلهون في حديقة، فاتّجهنا إليهم وجعلنا أجسامهم تتعرّض لنا لكي تكتسب عنصراً مهماً... هذا العنصر الذين يطلقون عليه فيتامين (D)، وهو لازم لنموّ عظامهم وأسنانهم.
وقالت أشعّة أخرى: رأينا أناساً يعانون من البرد القارس وتكاد أجسادهم تتجمد، فاتّجهنا إليهم وجعلنا الدفء يسري فيها.
وقالت أخرى: رأينا حقلاً مزروعاً يحتاج زرعه إلى درجة حرارة عالية، فأشرقنا عليه حتى ينمو ويزداد محصوله.
وأضافت أخرى: تسلّلنا عبر النوافذ إلى حيث ينام بشر أصابهم الخمول والكسل، وقد تأخروا عن مواعيد الذهاب إلى عملهم، فداعبنا وجوههم التي كانت عابسة متجهّمة إلى أن دبّ فيها النشاط، فأفاقوا وفتحوا أعينهم، ثم نهضوا استعداداً للذهاب إلى عملهم.
أرادت بقيّة الأشعة أن تقصّ على الشمس ما فعلت، لكن شروق اليوم التالي كان قد حلّ، وعليها أن تنطلق لتبدأ أعمالها من جديد.
رسوم: رضوى عسكر