إنسان أحبّ السلام بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني

إنسان أحبّ السلام  بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني

خطواته‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف

 

في‭ ‬سنوات‭ ‬تعليمه‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬الاطّلاع،‭ ‬وتعلّم‭ ‬لغات‭ ‬متعدّدة،‭ ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬لغته‭ ‬الأم‭ ‬البرتغالية،‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والإيطالية‭ ‬والإسبانية‭ ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬العربية‭. ‬تلقّى‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬والعلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬بباريس،‭ ‬حتى‭ ‬نال‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬حين‭ ‬أتم‭ ‬21‭ ‬عاماً،‭ ‬اِلتحق‭ ‬بالعمل‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإغاثة‭ ‬والعمل‭ ‬الإنساني‭. ‬قضى‭ ‬عقوداً‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬متضرّرة‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬السياسية،‭ ‬مثل‭ ‬بنغلادش‭ ‬والسودان‭ ‬وقبرص‭ ‬وموزمبيق‭ ‬والبيرو‭ ‬وكمبوديا‭ ‬ولبنان‭ ‬والبوسنة‭ ‬وكوسوفو‭ ‬وتيمور‭ ‬الشرقية‭.‬

 

حادث‭ ‬أفقده‭ ‬حياته‭ ‬وخلّد‭ ‬هدفه

 

في‭ ‬2003‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬إنسانية‭ ‬بالعراق،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬ذاته،‭ ‬تعرّض‭ ‬للاغتيال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إرهابيين‭ ‬قصدوا‭ ‬تفجير‭ ‬مبنى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬فقُتل‭ ‬بطلنا‭ ‬الإنسان‭ ‬ومعه‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقلّ‭ ‬عن‭ ‬22‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬جنسيّات‭ ‬مختلفة،‭ ‬جميعهم‭ ‬اتّفقوا‭ ‬وتوحّدوا‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وحبّ‭ ‬السلام‭.‬

 

الإنسان‭ ‬البطل‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني

 

هو‭ ‬سيرجيو‭ ‬فييرا‭ ‬دي‭ ‬ميلو،‭ ‬الذي‭ ‬خُلّدت‭ ‬أعماله‭ ‬الإنسانية‭ ‬وهدفه‭ ‬النبيل‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬مقتله،‭ ‬حيث‭ ‬أقرّت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬يوماً‭ ‬عالمياً‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬وفيه‭ ‬يتمّ‭ ‬ذكر‭ ‬وتقدير‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬عمل‭ ‬وأفنى‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬أخيه‭ ‬الإنسان‭ ‬الفقير‭ ‬والضعيف‭ ‬والمهمّش‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لجنسيته‭ ‬وجنسه،‭ ‬فئته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وعرقه،‭ ‬دينه‭ ‬ومعتقده،‭ ‬وقدّم‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الهادفة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تهدّد‭ ‬حياته،‭ ‬كالحرب‭ ‬والجوع‭ ‬والمرض‭ ‬والنزوح،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقلّل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان‭. ‬

 

المعنيون‭ ‬بالعمل‭ ‬الإنساني

يقوم‭ ‬بالعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬الإنسانية‭ ‬OCHA،‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الدول،‭ ‬هيئات‭ ‬حكومية‭ ‬مثل‭ ‬بيت‭ ‬الزكاة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬ومنظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬مثل‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬والصليب‭ ‬الأحمر‭. ‬كما‭ ‬يقوم‭ ‬بالأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬أفراد‭ ‬شعروا‭ ‬بأهمية‭ ‬نجدة‭ ‬الضعفاء‭ ‬أينما‭ ‬كانوا،‭ ‬فتركوا‭ ‬الرفاهية‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬واستقرّوا‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحتاجين‭ ‬،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬لاجئين‭ ‬وفقراء‭ ‬أو‭ ‬أيتاماً‭ ‬ومعوزين‭ ‬أو‭ ‬مرضى‭ ‬ومكروبين‭.‬

في‭ ‬الكويت‭ ‬يعدّ‭ ‬الراحل‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السميط‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬روّاد‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬إغاثة‭ ‬الجوعى‭ ‬والفقراء‭ ‬في‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وتكفّل‭ ‬بتطبيبهم‭ ‬وتعليمهم‭. ‬كما‭ ‬تعدّ‭ ‬الراحلة‭ ‬السيدة‭ ‬الفاضلة‭ ‬موضي‭ ‬السلطان،‭ ‬الملقّبة‭ ‬بأم‭ ‬المعاقين،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬رائدات‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬النسائي،‭ ‬والتي‭ ‬مارست‭ ‬أعمالها‭ ‬الإنسانية‭ ‬داخل‭ ‬الكويت‭ ‬وخارجها،‭ ‬حتى‭ ‬نالت‭ ‬تقدير‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مؤسسة‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام،‭ ‬ومنحها‭ ‬جائزته‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬

- ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬اذكروا‭ ‬روّاد‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬بلدانكم،‭ ‬وقدّموا‭ ‬لهم‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان،‭ ‬وكونوا‭ ‬سبّاقين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الألفة‭ ‬والرحمة‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬