من نوادر جحا إعداد: أسعد النوبي

من نوادر جحا  إعداد: أسعد النوبي

جحا‭ ‬وشجرة‭ ‬التفاح

في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬كان‭ ‬جحا‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬الطريق،‭ ‬وأراد‭ ‬أن‭ ‬يستريح،‭ ‬فدخل‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬البساتين،‭ ‬وجلس‭ ‬تحت‭ ‬شجرة‭ ‬تفاح،‭ ‬وكان‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭ ‬بطيخ‭ ‬مزروع،‭ ‬فأخذ‭ ‬جحا‭ ‬يتأمل‭ ‬في‭ ‬شجرة‭ ‬التفاح‭ ‬القوية‭ ‬ذات‭ ‬الأغصان‭ ‬العالية،‭ ‬وفي‭ ‬التفاح‭ ‬وحجمه‭ ‬الصغير،‭ ‬ثم‭ ‬نظر‭ ‬إلى‭ ‬البطيخ‭ ‬المزروع‭ ‬بجواره،‭ ‬ونباته‭ ‬ذي‭ ‬الفروع‭ ‬الضعيفة‭. ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬لنفسه‭: ‬سبحان‭ ‬ربي،‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬لو‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬ثمار‭ ‬البطيخ‭ ‬الكبيرة‭ ‬على‭ ‬شجرة‭ ‬قوية‭ ‬ذات‭ ‬أغصان‭ ‬عالية‭ ‬مثل‭ ‬شجرة‭ ‬التفاح،‭  ‬وأن‭ ‬يخلق‭ ‬ثمرة‭ ‬التفاح‭ ‬الصغيرة‭ ‬على‭ ‬نبات‭ ‬ضعيف‭ ‬مثل‭ ‬نبات‭ ‬البطيخ؟

وبينما‭ ‬كان‭ ‬جحا‭ ‬يقول‭ ‬ذلك‭ ‬لنفسه،‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الطيور‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬فروع‭ ‬شجرة‭ ‬التفاح،‭  ‬ينقر‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬ثمار‭ ‬التفاح‭. ‬عندئذ‭ ‬وقعت‭ ‬تفاحة‭ ‬فوق‭ ‬رأس‭ ‬جحا،‭ ‬وآلمته‭ ‬ألما‭ ‬شديداً‭. ‬فأسرع‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬تُبت‭ ‬إليك‭ ‬ربي،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬خلقته‭ ‬بحمكة‭ ‬لا‭ ‬ندركها،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الإمكان‭ ‬أبدع‭ ‬مما‭ ‬كان،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬ثمرة‭ ‬البطيخ‭ ‬مكان‭ ‬التفاحة‭ ‬وسقطت‭ ‬علي،‭ ‬لحطمت‭ ‬رأسي‭ ‬تماماً‮»‬‭.‬

جحا‭ ‬والطبيب

في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬شعرت‭ ‬زوجة‭ ‬جحا‭ ‬ببعض‭ ‬الآلام،‭ ‬فطلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يحضر‭ ‬لها‭ ‬الطبيب،‭  ‬وعندما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬أطلّت‭ ‬زوجته‭ ‬من‭ ‬النافذة‭ ‬وقالت‭ ‬له‭:‬‭ ‬يا‭ ‬جحا‭ ‬لا‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب،‭  ‬فقد‭ ‬زال‭ ‬الألم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ذهب‭ ‬جحا‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬الطبيب،‭ ‬وأخذ‭ ‬ينادي‭ ‬عليه‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭. ‬

فقال‭ ‬له‭ ‬الطبيب‭: ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬يا‭ ‬جحا؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬المتأخرة‭ ‬من‭ ‬الليل؟‭ ‬

فقال‭ ‬له‭ ‬جحا‭: ‬سيدي‭ ‬الطبيب‭! ‬إن‭ ‬زوجتي‭ ‬شعرت‭ ‬ببعض‭ ‬الآلام؛‭ ‬وطلبت‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أحضر‭ ‬لها‭ ‬طبيباً،‭ ‬وعندما‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬أطلت‭ ‬من‭ ‬النافذة،‭ ‬وقالت‭:‬‭ ‬لقد‭ ‬ذهب‭ ‬الألم‭ ‬يا‭ ‬جحا،‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لإحضار‭ ‬الطبيب‭. ‬

لذلك‭ ‬جئت‭ ‬إليك‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬مشقة‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬منزلي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬المتأخرة‭ ‬من‭ ‬الليل،‭ ‬ولأخبرك‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لحضورك‭!‬

جحا‭ ‬وبائع‭ ‬السيوف

ذهب‭ ‬جحا‭ ‬يوماً‭ ‬إلى‭ ‬السوق،‭ ‬فوجد‭ ‬بائع‭ ‬سيوف‭ ‬يبيع‭ ‬السيف‭ ‬بألف‭ ‬درهم،‭  ‬فقال‭ ‬له‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬السيف‭ ‬لا‭ ‬يساوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬دراهم؛‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬ارتفاع‭ ‬ثمنه؟‭ ‬

فقال‭ ‬له‭ ‬بائع‭ ‬السيوف‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬السيف‭ ‬إذا‭ ‬ضرب‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬عدوه؛‭ ‬فإنه‭ ‬يقتله‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أمتار‭! ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬جاء‭ ‬جحا‭ ‬بإناء‭ ‬لا‭ ‬يساوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬دراهم،‭  ‬ووقف‭ ‬ليبيعه‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬من‭ ‬يشتري‭ ‬هذا‭ ‬الإناء‭ ‬بألفي‭ ‬درهم؟‭ ‬فأخذ‭ ‬الناس‭ ‬يتأملون‭ ‬في‭ ‬الإناء‭ ‬وهم‭ ‬غاية‭ ‬التعجب‭ ‬والدهشة‭! ‬ويسألون‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬ارتفاع‭ ‬ثمن‭ ‬الإناء‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭! ‬

فقال‭ ‬لهم‭ ‬جحا‭: ‬لقد‭ ‬زعمتم‭ ‬بالأمس‭ ‬أن‭ ‬السيف‭ ‬يساوي‭ ‬ألف‭ ‬درهم،‭  ‬لأنه‭ ‬يقتل‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أمتار‭. ‬أما‭ ‬هذا‭ ‬الإناء،‭ ‬فعندما‭ ‬تغضب‭ ‬أمي؛‭ ‬فإنها‭ ‬ترميني‭ ‬به،‭ ‬فيصبني‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬أمتار‭!‬

جحا‭ ‬وبائع‭ ‬السيوف

ذهب‭ ‬جحا‭ ‬يوماً‭ ‬إلى‭ ‬السوق،‭ ‬فوجد‭ ‬بائع‭ ‬سيوف‭ ‬يبيع‭ ‬السيف‭ ‬بألف‭ ‬درهم،‭  ‬فقال‭ ‬له‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬السيف‭ ‬لا‭ ‬يساوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬دراهم؛‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬ارتفاع‭ ‬ثمنه؟‭ ‬

فقال‭ ‬له‭ ‬بائع‭ ‬السيوف‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬السيف‭ ‬إذا‭ ‬ضرب‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬عدوه؛‭ ‬فإنه‭ ‬يقتله‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أمتار‭! ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬جاء‭ ‬جحا‭ ‬بإناء‭ ‬لا‭ ‬يساوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬دراهم،‭  ‬ووقف‭ ‬ليبيعه‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬من‭ ‬يشتري‭ ‬هذا‭ ‬الإناء‭ ‬بألفي‭ ‬درهم؟‭ ‬فأخذ‭ ‬الناس‭ ‬يتأملون‭ ‬في‭ ‬الإناء‭ ‬وهم‭ ‬غاية‭ ‬التعجب‭ ‬والدهشة‭! ‬ويسألون‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬ارتفاع‭ ‬ثمن‭ ‬الإناء‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭! ‬

فقال‭ ‬لهم‭ ‬جحا‭: ‬لقد‭ ‬زعمتم‭ ‬بالأمس‭ ‬أن‭ ‬السيف‭ ‬يساوي‭ ‬ألف‭ ‬درهم،‭  ‬لأنه‭ ‬يقتل‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أمتار‭. ‬أما‭ ‬هذا‭ ‬الإناء،‭ ‬فعندما‭ ‬تغضب‭ ‬أمي؛‭ ‬فإنها‭ ‬ترميني‭ ‬به،‭ ‬فيصبني‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬أمتار‭!‬