من عينيك تُعرف

من عينيك تُعرف

حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب،‭ ‬كان‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬يتم‭ ‬بوسائل‭ ‬تقليدية‭ ‬مثل‭: ‬كلمة‭ ‬السر‭- ‬الكارت‭ ‬السري‭ - ‬المفتاح،‭ ‬ومع‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تقليدها‭ ‬أو‭ ‬تخمينها‭. ‬ولأن‭ ‬العلم‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬له،‭ ‬فقد‭ ‬ظهرت‭ ‬وسائل‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬مثل‭: ‬أصابع‭ ‬اليد،‭ ‬وبصمة‭ ‬الصوت،‭ ‬والشكل‭ ‬الهندسي‭ ‬للوجه،‭ ‬والشكل‭ ‬الهندسي‭ ‬للأذن،‭ ‬وحاليًا‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬وسيلة‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬صورة‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭.‬

قزحية‭ ‬العين،‭ ‬كما‭ ‬نعلم،‭ ‬هي‭ ‬الجزء‭ ‬الملوّن‭ ‬داخل‭ ‬عين‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويُرى‭ ‬بسهولة،‭ ‬وهو‭ ‬محصور‭ ‬بين‭ ‬إنسان‭ ‬العين‭ ‬والبياض‭ (‬القرنية‭)‬،‭ ‬وتمتاز‭ ‬صورة‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬باحتوائها‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬والدوائر‭ ‬المتناهية‭ ‬الدقة،‭ ‬وباستخدام‭ ‬التحاليل‭ ‬الخاصة‭ ‬بمعالجة‭ ‬الصور‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬علامات‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الشخصية؛‭ ‬حيث‭ ‬أثبت‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬يتشابه‭ ‬اثنان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬

ومن‭ ‬الدراسات‭ ‬الطريفة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬دراسة‭ ‬للباحث‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬القومي‭ ‬للبحوث‭ ‬بمصر،‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬حبيشي،‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬صور‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬باستخدام‭ ‬التحاليل‭ ‬الخاصة‭ ‬بمعالجة‭ ‬الصور‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭.‬

وأكدت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬اليمنى‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬اليسرى‭ ‬للشخص‭ ‬الواحد،‭ ‬ويرجع‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬التشخيص،‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬الأمراض،‭ ‬فقزحية‭ ‬العين‭ ‬اليمنى‭ ‬تحمل‭ ‬مواصفات‭ ‬أعضاء‭ ‬الجزء‭ ‬الأيمن‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتحمل‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬اليسرى‭ ‬مواصفات‭ ‬أعضاء‭ ‬الجزء‭ ‬الأيسر‭.‬

وتشرح‭ ‬لنا‭ ‬الدراسة‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬بواسطة‭ ‬قزحية‭ ‬العين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مرحلتين؛‭ ‬الأولى‭ ‬خاصة‭ ‬بتسجيل‭ ‬الأشخاص‭ ‬المرغوب‭ ‬فيهم‭ ‬بأخذ‭ ‬صورة‭ ‬عين‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬باستخدام‭ ‬كاميرا‭ ‬فيديو‭ ‬بعدسة‭ ‬تكبير‭ ‬خاصة،‭ ‬وإدخالها‭ ‬على‭ ‬الحاسوب‭ ‬الذي‭ ‬يقوم،‭ ‬بدوره،‭ ‬بتحديد‭ ‬قزحية‭ ‬كل‭ ‬عين‭ ‬وتعيين‭ ‬العلامات‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬القزحية،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬كود‭ ‬ليتم‭ ‬تخزينه‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬خاص‭ ‬بقاعدة‭ ‬البيانات،‭ ‬والمرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬خاصة‭ ‬بأخذ‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬المراد‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬شخصيته‭ ‬باستخدام‭ ‬كاميرا‭ ‬الفيديو‭ ‬وإدخالها‭ ‬إلى‭ ‬الحاسوب،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬بتحديد‭ ‬القزحية‭ ‬وتعيين‭ ‬العلامات‭ ‬بها،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬كود‭ ‬ثان،‭ ‬يتم‭ ‬مقارنته‭ ‬بأكواد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تسجيلهم‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬مسجلًا‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬حيث‭ ‬يعرض‭ ‬الحاسوب‭ ‬صورته‭ ‬واسمه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مسجلاً‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات،‭ ‬ويصدر‭ ‬صوت‭ ‬إنذار‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مسجلاً‭. ‬

وتشير‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الاحتياطات‭ ‬التي‭ ‬تجب‭ ‬مراعاتها‭ ‬أثناء‭ ‬أخذ‭ ‬الصور،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عين‭ ‬الشخص‭ ‬مفتوحة‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬درجة،‭ ‬وتنزع‭ ‬النظارة‭ ‬أو‭ ‬العدسات‭ ‬اللاصقة‭ ‬أو‭ ‬الملونة‭ ‬قبل‭ ‬أخذ‭ ‬الصورة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬رأس‭ ‬الشخص‭ ‬عموديًا‭ ‬على‭ ‬جسمه‭ ‬وليس‭ ‬مائلًا‭. ‬