مُتحف السيارات العتيقة بدار السلام
بالعاصمة الرباط، وبمنطقة تُدعى دار السلام، التي تبعد كيلومترات قليلة جدًا عن وسط المدينة، اختار أمير دولة الإمارات العربية حمد بن حمدان آل نهيان «فيلّا» هادئة شاسعة، لتكون مقرًا تقبع فيه سيارات عتيقة اقتناها من دول العالم بأوروبا وأمريكا، ليتحوّل المكان سنة 2016 إلى مُتحف وطني، يجذب يوميًا العديد من الزوّار ليُعاينوا، عن قرب، جمالية السيارات القديمة، التي كان يغلب عليها الإبداع الجمالي بكل المقاييس.
أوّل ما يثير إعجاب الزائر للمُتحف مَدخله، فبابه تعتليه سيارة رونو رقم 4(R4)، بلونها الأبيض والتي يعود إنتاجها لسنة 1961م، أما مكتب الاستقبال فبِدَوره عبارة عن مقدمّة سيارة كلاسيكية بلون أسود، ومنمّق بسيارات صغيرة إما فخارية أو حديدية.
الدخول للمُتحف مجاني، فما عليكم إلا دفع الباب والدخول، لِتروا الجزء الأول من السيارات، وهي سيارات أمريكية كلاسيكية، كل واحدة بجمالها تنسيك التي رأيتها من قبل، فسيارة كاديلاك (CADILLAC) رغم أن صنعها يعود لسنة 1936م، فعندما ترونها تتمنون امتلاكها وركوبها، بحيث لا زالت فخمةً في تصميمها، أما سيارة (DOGE) دوتج، فستعشقها الإناث، بلونها الأسود والوردي وبدون سقف، طويلة وعجلاتها لامعة ومميزة.
أما محبّو الرحلات في الصحاري والممرّات الوعرة، فإن سيارة جيب رانغلر (Jeeb Rangler)، سيقفون أمامها لوقت طويل لدقة صنعها، فرغم قِدَمها، فهي تمتاز بقوة كبيرة، بحيث تستوعب أحد عشر شخصًا، ورباعية الدفع، وعجلاتها الأربع لها القدرة على التوجيه في أي اتجاه، وكأن السيارة مصنوعة حديثًا، هذا إلى جانب وجود سيارات من نوع جيب (Jeeb) ضخمة الحجم، تُبهر العين.
نأتي الآن إلى الرّواق الخاص بالسيارات الأوروبية الكلاسيكية، فهو يعجّ بسيارات غريبة وعجيبة، تمزج بين الخيال والجمال، حيث توجد سيارة citroen الفرنسية الصغيرة، ويعود صنع أول نموذج لها لسنة 1934م، وتبقى سيارة citroen بلونها الفستقي التي خرجت للوجود سنة 1955م، هي المثيرة بعجلاتها المغطاة بالحديد، الذي يُرفع عندما تشغّل السيارة، وهنا يظهر الفكر الإبداعي لصنّاع السيارات القديمة، كما ستجدون أيها الأحبّة الصغار وأنتم تزورون المُتحف، سيارة Jaguar الإنجليزية، التي يعود صنعها لسنة 1968م بلونها الأسود الجذّاب، وسيارة Lamborghini المصنوعة سنة 1968م بإيطاليا ، هذه الأصناف من السيارات، لم نعد نراها بالشوارع، ولكن نراها بالأفلام الأمريكية الهوليودية، حيث يستعملها المخرجون لتصوير أفلام القصص الكلاسيكية.
نأتي الآن إلى ركن السيارات العجيبة، ففي هذا الركن توجد ثلاث سيارات غريبة جدًا، الأولى من صنع فرنسي، وهي تشبه في شكلها الحلزون، ولها كشّافات في الأمام تشبه عينَيْ الحلزون، أما الثانية فهي سيارة رُكّبت أجزاؤها بالمغرب، فعجلاتها أمريكية وبطّاريتها صينية تشبه العربة، فقط الفرق بينها وبين العربة، أن هذه العربة لها مِقْوَد عوض الخيول، وسقفها يتحرك يدويًا، وأخيرًا السيارة الأغرب والأقدم في المُتحف ، إنها سيارة المناطق الثلجية، والمبتكرة بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1913م، فعجلاتها الأمامية عبارة عن مِزْلَجتين، والعجلات الخلفية مرتبطة بسلسلة حديدية قوية مُسنّنة، شبيهة بعجلات المدافع الحربية، وذلك لتكون لها القدرة على تخطّي أكوام الثلج بسهولة.