ساعيات البريد!

ساعيات البريد!

في‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭, ‬يقوم‭ ‬جيش‭ ‬من‭ ‬سعاة‭ ‬البريد‭ ‬بتسليم‭ ‬طرود‭ ‬هدايا‭ ‬وبطاقات‭ ‬تهنئة‭ ‬بريدية‭ ‬كثيرة‭ ‬عبر‭ ‬دول‭ ‬أوربا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬المجيد‭.‬

والظاهرة‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هي‭ ‬ظهور‭ ‬سعاة‭ ‬البريد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭, ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬فقط‭!‬

ففي‭ ‬كندا‭ ‬نصف‭ ‬سعاة‭ ‬البريد‭ ‬من‭ ‬النساء‭, ‬أما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فتبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬ساعيات‭ ‬البريد‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭, ‬وفي‭ ‬بريطانيا‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبتهن‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬

ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬سبب‭ ‬عزوف‭ ‬الرجال‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المهنة‭, ‬فالمفترض‭ ‬أن‭ ‬الرجال‭ ‬هم‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الطبيعية‭ ‬لذلك‭ ‬العمل‭, ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬النساء‭ ‬يفتقرن‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬الجسدية‭ ‬اللازمة‭ ‬لحمل‭ ‬الطرود‭ ‬البريدية‭ ‬عدة‭ ‬أميال‭, ‬وخاصة‭ ‬أثناء‭ ‬الطقس‭ ‬الغربي‭ ‬السيئ‭, ‬كذلك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬ربما‭ ‬يكنّ‭ ‬عرضة‭ ‬للأذى‭ ‬إذا‭ ‬سافرن‭ ‬وحدهن‭, ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭.‬

وكان‭ ‬رد‭ ‬ساعيات‭ ‬البريد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحجج‭ ‬أنهن‭ ‬لا‭ ‬يضطررن‭ ‬لحمل‭ ‬طرود‭ ‬بريدية‭ ‬ثقيلة‭ ‬بل‭ ‬يقمن‭ ‬بجرها‭ ‬في‭ ‬عربات‭ ‬يدوية‭, ‬أما‭ ‬انتقالهن‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬فيكون‭ ‬عبر‭ ‬سيارات‭ ‬البريد‭ ‬لا‭ ‬سيراً‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭, ‬كما‭ ‬أضفن‭ ‬أن‭ ‬عملهن‭ ‬كساعيات‭ ‬بريد‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬مشرِّف‭ ‬للنساء‭.‬