افرحي يا بسمة.. هذا عيدنا

افرحي يا بسمة.. هذا عيدنا

انطلق‭ ‬صوت‭ ‬مذيع‭ ‬التلفزيون‭ ‬‮«‬أعزاءنا‭ ‬المشاهدين‭... ‬تعلن‭ ‬هيئة‭ ‬الرؤية‭ ‬الشرعية‭ ‬لتحري‭ ‬هلال‭ ‬شوال‭, ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬المتمم‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭, ‬وغدا‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شوال‭, ‬أي‭ ‬إن‭ ‬غدا‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭, ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬بالخير‭ ‬واليمن‭ ‬والبركات‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بخير‮»‬‭.‬

علقت‭ ‬أم‭ ‬بسمة‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬حمدا‭ ‬لله‭ ‬ها‭ ‬قد‭ ‬انتهيت‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬طبق‭ ‬لكعك‭ ‬العيد‭, ‬وسأرسله‭ ‬لبيت‭ ‬جارتنا‭ ‬أم‭ ‬عزام‭, ‬استعدي‭ ‬يا‭ ‬بسمة‭ ‬لإرساله‭ ‬لهم‭ ‬فور‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬الفرن‮»‬‭. ‬

ردت‭ ‬بسمة‭ ‬بسرعة‭, ‬وكأنها‭ ‬تتدارك‭ ‬الموقف‭: ‬‮«‬لا‭ ‬لا‭ ‬لا‭ ‬يا‭ ‬أمي‭ ‬أرجوك‭ ‬لا‭ ‬تفعلي‭, ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬جارتنا‭ ‬لن‭ ‬تحتفل‭ ‬بالعيد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭, ‬جارتنا‭ ‬حزينة‭, ‬فقبل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬فقدت‭ ‬والدتها‭, ‬وهذا‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬رمضان‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ابنها‭ ‬عزام‭ ‬الذي‭ ‬سافر‭ ‬للدراسة‭. ‬وكلما‭ ‬ذهبت‭ ‬للعب‭ ‬مع‭ ‬ابنتها‭ ‬رهام‭ ‬وجدتها‭ ‬حزينة‮»‬‭. ‬

سمعت‭ ‬أم‭ ‬بسمة‭ ‬بإنصات‭ ‬لما‭ ‬قالته‭ ‬ابنتها‭ ‬وردت‭ ‬بهدوء‭: ‬‮«‬عزيزتي‭, ‬كلنا‭ ‬فقدنا‭ ‬أحداً‭ ‬من‭ ‬أحبائنا‭, ‬منهم‭ ‬من‭ ‬غيَّبه‭ ‬الموت‭, ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬غيَّبه‭ ‬السفر‭ ‬وظروف‭ ‬الحياة‭, ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬بالعيد‭... ‬بسمة‭ ‬تذكري‭ ‬وذكري‭ ‬أصدقاءك‭ ‬بأن‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬نهانا‭ ‬عن‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الحزن‭, ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وردت‭ ‬فيه‭ ‬آيات‭ ‬كثيرة‭ ‬تنهى‭ ‬عن‭ ‬الحزن‭, ‬ومَن‭ ‬منَّا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬لصاحبه‭ ‬لا‭ ‬تحزن‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬معنا‮»‬‭ (‬سورة‭ ‬التوبة‭: ‬الآية‭ ‬40‭). ‬وأكملت‭ ‬مؤكدة‭: ‬‮«‬الفرح‭ ‬في‭ ‬العيد‭ ‬يا‭ ‬بسمتي‭ ‬فيه‭ ‬حمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬بلغنا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ومكننا‭ ‬من‭ ‬صيامه‭ ‬وقيامه‭, ‬إنه‭ ‬شهر‭ ‬فضيل‭ ‬يترقبه‭ ‬المسلم‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬ليجتهد‭ ‬فيه‭ ‬بالعبادة‭ ‬والالتزام‭ ‬بحسن‭ ‬الخلق‭, ‬ولا‭ ‬تنسي‭ ‬أن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬أصدقائك‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬أول‭ ‬رمضان‭ ‬لهم‭ ‬يصومون‭ ‬فيه‭, ‬ولابد‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يحتفلوا‭ ‬بليلة‭ ‬العيد‭ ‬ومنهم‭ ‬رهام‭. ‬ونحن‭ ‬لدينا‭ ‬عادات‭ ‬جميلة‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭, ‬ففور‭ ‬إعلان‭ ‬رؤية‭ ‬هلال‭ ‬العيد‭ ‬نكبر‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬‮«‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭, ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬مصلى‭ ‬العيد‭ ‬ويبدأ‭ ‬الإمام‭ ‬بخطبة‭ ‬العيد‭. ‬وقبل‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الصلاة‭ ‬نغتسل‭ ‬ونتطيب‭ ‬ونلبس‭ ‬الملابس‭ ‬الجديدة‭ ‬والجميلة‭, ‬ونأكل‭ ‬التمر‭, ‬وكما‭ ‬أمرنا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬تكون‭ ‬تمرات‭ ‬وتر‭ ‬يعني‭ ‬1‭ ‬أو‭ ‬3‭ ‬أو‭ ‬5‭ ‬أي‭ ‬عدداً‭ ‬فردياً‭. ‬وبعد‭ ‬خروجنا‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭ ‬نهنئ‭ ‬من‭ ‬حولنا‭, ‬ونزور‭ ‬أهلنا‭, ‬وقد‭ ‬اعتدنا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬تقبل‭ ‬الله‭ ‬طاعتكم‭, ‬عساكم‭ ‬من‭ ‬عواده‮»‬‭, ‬ويردون‭ ‬علينا‭ ‬‮«‬منَّا‭ ‬ومنكم‭ ‬صالح‭ ‬الأعمال‭, ‬عساكم‭ ‬من‭ ‬العائدين‭ ‬الفائزين‮»‬‭. ‬في‭ ‬زياراتنا‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الطعام‭ ‬وتبادل‭ ‬حلوى‭ ‬العيد‭, ‬وفي‭ ‬جمعاتنا‭ ‬نظهر‭ ‬الفرح‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بغناء‭ ‬الأهازيج‭ ‬أو‭ ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المتنزهات‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬وسط‭ ‬الحديث‭ ‬رن‭ ‬جرس‭ ‬المنزل‭ ‬وجاءت‭ ‬بسمة‭ ‬بطبق‭ ‬كبير‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬أمي‭... ‬أمي‭, ‬انظري‭ ‬جارتنا‭ ‬أم‭ ‬عزام‭ ‬بعثت‭ ‬لنا‭ ‬بطبق‭ ‬من‭ ‬كعكها‭... ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬ستفرح‭ ‬معنا‭ ‬بالعيد‭, ‬وسأذهب‭ ‬للملاهي‭ ‬مع‭ ‬رهام‮»‬‭. ‬

طبعا‭ ‬يا‭ ‬بسمتي‭ ‬جارتنا‭ ‬قوية‭ ‬وحامدة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭, ‬هيا‭ ‬أنت‭ ‬أيضا‭ ‬اذهبي‭ ‬بكعكنا‭ ‬الذي‭ ‬صنعناه‭ ‬لهم‭. ‬ودائما‭ ‬افرحي‭ ‬بأعيادنا‭ ‬وتذكري‭ ‬قول‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬‮«‬لكل‭ ‬قوم‭ ‬عيد‭ ‬وهذا‭ ‬عيدنا‮»‬‭.‬