أبنائي

كثيرًا ما تسمعون آباءكم وأجدادكم وهم يقولون عِبارة، أو بيتاً من الشعر، أو حكمة، يصفونها بأنها أمثالٌ شعبية.
والمثلُ الشعبي هو جملة يقولها الإنسان، ليذكِّر المستمعين إليها بقصة، فيها عظة ونموذج ومثال، يستفيدون منها.
فهي أمثالٌ لأنها تعطي مثالاً على ما يريد الحكيم أن يعلمه للآخرين، فإن قال المثل الشعبي: «مّنْ حرَّك ساكنًا أدْركه»، فهذا يعني أن من يشعلُ النارَ، تمسكُ النارُ في ثيابه، ويعني أن الذي «يحفر حفرة لأخيه يقع فيها»، ويعني أن من يثير الفتنة فستمسك الفتنة به، إنها حكمة المثل الشعبي الذي يحذرنا من الخطأ.
والأمثال الشعبية تأتي في الشعر العربي، لتعبّر عن المعنى نفسه، كما قال الشاعر أبوالعتاهية:
«وكمْ حافر لامرئ حفرة
فصارت لحافرها حفرة».
إن الأمثلة الشعبية كثيرة ومتشابهة، وكم من مثل شعبي يقوله أحدهم في الدول العربية الواقعة في شمال إفريقيا، فتجد مثيلاً له، بمفردات أخرى، في شبه الجزيرة العربية، هذا لأن الأمثال تأتي من قصص تداولها القدماء، عبر السنوات، وتنتقل، مثل البشر، بالسفر، كما تنتقل عبر حكايات الأفلام والمسلسلات التي يعرضها التلفزيون.
هل فكرتم أبنائي الأعزاء في جمْع الأمثال الشعبية التي تسمعونها؟ إنها هواية حكيمة، ستعلمكم الكثير، وقد تسألون الكبار عن معناها، ومصدر قصصها، وربما تبحثون عن ذلك كله في الكتب الموجودة بالمكتبات.
فليكِّون كل منكم مكتبة خاصة من الأمثال الشعبية، ويقارنها بأمثال أصدقائه، وربما تتسابقون في البحث عن أمثال شعبية حول موضوع خاص، ربما تصبحون باحثين عن الأمثال، وتربطونها بحياتكم، لتتعلموا من حكمتها.
رئيس التحرير