آنا.. صانِعةُ الدُمى

آنا.. صانِعةُ الدُمى

يحبُّ‭ ‬الأطفال‭ ‬الدمى‭.. ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬إنهم‭ ‬يحبون‭ ‬الدمية‭ ‬التي‭ ‬تخاطبهم‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭, ‬أو‭ ‬تؤدي‭ ‬أدواراً‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬السينما‭,‬‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الدمى‭ ‬التي‭ ‬يشترونها‭ ‬ليلعبوا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭.‬

وراء‭ ‬كل‭ ‬دمية‭ ‬قصة‭, ‬ولكل‭ ‬منها‭ ‬حكاية‭, ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬تولد‭ ‬الدمية‭? ‬بالطبع‭ ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬كائناً‭ ‬حياً‭, ‬لذلك‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تفقس‭ ‬من‭ ‬البيضة‭,‬‭ ‬ولا‭ ‬تولد‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬أمهات‭ ‬العرائس‭, ‬وإنما‭ ‬يتم‭ ‬صنعها‭.‬

صديقتي‭ ‬آنَّا‭ ‬لاورا‭ ‬هيريرا‭ ‬أورتيجا‭, ‬اسمها‭ ‬طويل‭, ‬لكنها‭ ‬تشبه‭ ‬الأطفال‭ ‬بحجمها‭ ‬وابتسامتها‭ ‬وطريقة‭ ‬عملها‭. ‬

إنها‭ ‬فنانة‭ ‬من‭ ‬المكسيك‭, ‬درست‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭, ‬وتفوقت‭, ‬وتخرجت‭ ‬طبيبة‭, ‬ولكنها‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬هوايتها‭, ‬وهي‭ ‬فن‭ ‬صناعة‭ ‬العرائس‭ ‬وتحريكها‭. ‬

يبدأ‭ ‬عمل‭ ‬صانعة‭ ‬العرائس‭ ‬باختيار‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الخشب‭, ‬بينها‭ ‬السميك‭, ‬والنحيف‭. ‬ثم‭ ‬ترسم‭ ‬رأس‭ ‬الدمية‭ ‬وجسمها‭ ‬على‭ ‬الخشب‭ ‬السميك‭,  ‬وترسم‭ ‬ذراعها‭ ‬وأصابعها‭ ‬على‭ ‬الخشب‭ ‬النحيف‭. ‬باستخدام‭ ‬أدوات‭ ‬النجارة‭ ‬المناسبة‭, ‬مثل‭ ‬الإزميل‭ ‬والمنشار‭ ‬والفأرة‭, ‬تنحت‭ ‬الفنانة‭ ‬قطع‭ ‬الدمية‭ ‬واحدة‭ ‬بعد‭ ‬الأخرى‭, ‬وتستخدم‭ ‬أوراق‭ ‬الصنفرة‭ ‬الرملية‭ ‬كي‭ ‬تصبح‭ ‬القطع‭ ‬ناعمة‭. ‬تضع‭ ‬آنا‭ ‬كمامة‭ ‬على‭ ‬فمها‭ ‬وأنفها‭ ‬أثناء‭ ‬العمل‭, ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬خلال‭ ‬تنفسها‭ ‬الغبار‭ ‬إلى‭ ‬صدرها‭ ‬ولانشارة‭ ‬الخشب‭ ‬إلى‭ ‬فمها‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لربط‭ ‬قطع‭ ‬الدمية‭ ‬معاً‭, ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ربطها‭ ‬بشكل‭ ‬يسهل‭ ‬قيام‭ ‬الدمية‭ ‬بالحركات‭ ‬اللطيفة‭, ‬مثل‭ ‬المشي‭ ‬والرقص‭ ‬والغناء‭. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تختار‭ ‬الفنانة‭ ‬الملابس‭ ‬المناسبة‭ ‬لكل‭ ‬دمية‭.‬

يساعد‭ ‬آنّا‭ ‬أصدقاؤها‭ ‬الفنانون‭ ‬محركو‭ ‬العرائس‭ ‬وصانعوها‭ ‬مثل‭ ‬آليخاندرو‭ ‬مونيز‭, ‬وآنخل‭ ‬صولو‭ ‬فاليفا‭, ‬وإدوين‭ ‬سالاس‭. ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬دور‭, ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يصنع‭ ‬ملابس‭ ‬الشخصيات‭, ‬ولكن‭ ‬أجمل‭ ‬اللحظات‭ ‬حين‭ ‬يستمعون‭ ‬إلى‭ ‬ضحكات‭ ‬الأطفال‭ ‬وتعليقاتهم‭ ‬أثناء‭ ‬العروض‭.‬

تسافر‭ ‬آنَّا‭ ‬مع‭ ‬عرائسها‭ ‬المتحركة‭ ‬لتحكي‭ ‬قصصاً‭ ‬عجيبة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭, ‬وقد‭ ‬زارت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬جولاتها‭, ‬وكان‭ ‬معها‭ ‬صندوق‭ ‬يسمونه‭ ‬الصندوق‭ ‬السحري‭, ‬يشبه‭ ‬صندوق‭ ‬الدنيا‭, ‬يستطيع‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشته‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬حكايات‭ ‬خيال‭ ‬الظل‭.