أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تُنظم‭ ‬مجلة‭ ‬العربي،‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬لمجلتكم‭ ‬العربي‭ ‬الصغير،‭ ‬ملتقى‭ ‬يجتمع‭ ‬فيه‭ ‬كتابٌ‭ ‬كبارٌ‭ ‬في‭ ‬الأدب،‭ ‬وأساتذة‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وشخصيات‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬لكي‭ ‬يقدموا‭ ‬أفكاراً‭ ‬ودراساتٍ‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬جديد‭.‬

هذا‭ ‬العام‭ ‬اختارت‭ ‬العربي‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الكبار‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‮»‬‭ ‬في‭ ‬ديننا‭ ‬السَّمح،‭ ‬وتاريخنا‭ ‬العربي،‭ ‬وحياتنا‭ ‬العامة،‭ ‬وكتبنا‭ ‬الأدبية،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الأفلام‭ ‬الموجَّهة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭.‬

نحن‭ ‬نعلمُ‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السلام‮»‬‭ ‬اسمٌ‭ ‬من‭ ‬أسماء‭ ‬الله‭ ‬الحُسنى،‭ ‬وتحية‭ ‬الإسلام،‭ ‬كما‭ ‬أن‭  ‬السلام‭ ‬أساس‭ ‬استمرار‭ ‬الحياة‭ ‬لكي‭ ‬يعيش‭ ‬الإنسان‭ ‬مستقراً‭ ‬وآمناً،‭ ‬لذلك‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬ونادت‭ ‬به‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬مثل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وسعت‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬انتشاره‭.‬

أما‭ ‬‮«‬التسامح‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬أساس‭ ‬العيش‭ ‬بسلام،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬الآباء‭ ‬من‭ ‬صغارهم‭ ‬أن‭ ‬يسامحوا‭ ‬من‭ ‬أخطأ‭ ‬بحقهم،‭ ‬والسماح‭ ‬له‭ ‬بالاعتذار‭ ‬لهم،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يعود‭ ‬المخطئ‭ ‬لارتكاب‭ ‬الخطأ‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

وفي‭ ‬حياتنا‭ ‬شخصيات‭ ‬كثيرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجاً‭ ‬لنا‭ ‬نتعلَّم‭ ‬منها‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام،‭ ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬نفعله‭ ‬أن‭ ‬نقلِّد‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الخير،‭ ‬ومساعدة‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬إلينا‭.‬

ومنذ‭ ‬القِدَم،‭ ‬عُرف‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬بمساعدتهم‭ ‬للمحتاجين‭ ‬والمنكوبين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً‭ ‬وشمالاً‭ ‬وجنوباً‭. ‬وتقوم‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للدول‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأشهرها‭ ‬‮«‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‮»‬،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العالمية‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬و‮»‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‮»‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬استحقت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬أنْ‭ ‬تُكرَّم‭ ‬بكونها‭ ‬مركزاً‭ ‬إنسانياً‭ ‬عالمياً،‭ ‬وأن‭ ‬يكرّم‭ ‬أميرها‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬قائداً‭ ‬إنسانياً‭.‬

 

إن‭ ‬النموذج‭ ‬أمامكم‭ ‬لتكونوا‭ ‬شخصيات‭ ‬إنسانية،‭ ‬فاستعدوا‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬لمساعدة‭ ‬من‭ ‬يحتاجكم،‭ ‬فربما‭ ‬تعملون‭ ‬في‭ ‬الغد‭ ‬بمؤسسات‭ ‬مماثلة،‭ ‬تنتشر‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬هدفها‭ ‬الخير‭.‬

وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬