أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يمضي‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬ساعاتٍ‭ ‬طوالاً‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬ثم‭ ‬ينتظر‭ ‬النجاح‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدى‭ ‬ما‭ ‬عليه‭.‬

فالمزارع‭ ‬الذي‭ ‬رعى‭ ‬الأرض‭ ‬وحرثها،‭ ‬وأمدها‭ ‬بالبذور‭ ‬السليمة‭ ‬ورواها‭ ‬بالمياه‭ ‬الجارية،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬موسم‭ ‬كامل،‭ ‬يأتي‭ ‬أوان‭ ‬الحصاد‭ ‬وهو‭ ‬يبتهل‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الثمار‭ ‬طيبة،‭ ‬والمحصول‭ ‬وافراً‭.‬

والعالِم‭ ‬في‭ ‬المختبر،‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الأحياء‭ ‬والكيمياء‭ ‬والفيزياء،‭ ‬ينتظر‭ ‬شهوراً‭ ‬وربما‭ ‬سنوات،‭ ‬كي‭ ‬تظهر‭ ‬نتيجة‭ ‬عمله،‭ ‬وتنجح‭ ‬تجاربه‭ ‬العلمية،‭ ‬وتتحول‭ ‬أفكاره‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬والصناعة‭.‬

والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يمضي‭ ‬وقتاً‭ ‬يجتهد‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مخترعاً‭ ‬أو‭ ‬مهندساً‭ ‬أو‭ ‬طبيباً‭ ‬أو‭ ‬مُدرساً‭ ‬يعلم‭ ‬التلاميذ‭ ‬وينتظر‭ ‬نجاحهم‭ ‬جميعاً‭.‬

فماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬أبنائي‭ ‬الأعزاء؟

إن‭ ‬بستان‭ ‬حياتكم‭ ‬مقسم‭ ‬إلى‭ ‬فصول‭ ‬دراسية،‭ ‬ومثلما‭ ‬يرعى‭ ‬الجميع‭ ‬حدائقهم‭ ‬وحقولهم‭ ‬ومعاملهم،‭ ‬عليكم‭ ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬مثالا‭ ‬يُحتذى،‭ ‬فتتابعون‭ ‬دروسكم‭ ‬باهتمام،‭ ‬وتنجزون‭ ‬واجباتكم‭ ‬بجدية،‭ ‬وتستعدون‭ ‬لامتحاناتكم‭ ‬بالتركيز،‭ ‬حتى‭ ‬يأتي‭ ‬موعد‭ ‬ظهور‭ ‬نتائجكم،‭ ‬ليتوَّج‭ ‬جهدكم‭ ‬بالنجاح‭.‬

أقول‭ ‬لكم‭ ‬ذلك‭ ‬والامتحانات‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬ولكن‭ ‬الناجح‭ ‬دائماً،‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬على‭ ‬الاجتهاد،‭ ‬ويستفيد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬وقت،‭ ‬مهما‭ ‬صَغُر‭.‬

وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير،‭ ‬ناجحون‭ ‬ومتفوقون‭.‬