مخترع الهاتف ألكسَندر جراهام بل

مخترع الهاتف ألكسَندر جراهام بل

اشتهر‭ ‬‮«‬ألكسندر‭ ‬جراهام‭ ‬بل‮»‬‭ ‬باختراعه‭ ‬الهاتف‭ (‬التليفون‭), ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬شيئاً‭ ‬مألوفاً‭, ‬ولكنه‭ ‬عند‭ ‬اختراعه‭ ‬عام‭ ‬1876‭, ‬كان‭ ‬حدثاً‭ ‬مهماً‭ ‬وشيئاً‭ ‬غريباً‭. ‬والعجيب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بل‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الأمر‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬اختراع‭ ‬هاتف‭, ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬اختراع‭ ‬جهاز‭ ‬يساعد‭ ‬الصُّم‭ ‬والبُكُم‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬السمع‭ ‬أو‭ ‬الكلام‭.‬

وُلد‭ ‬ألكسندر‭ ‬في‭ ‬اسكتلندا‭ ‬عام‭ ‬1847‭, ‬ولما‭ ‬شبّ‭ ‬تعلّم‭ ‬من‭ ‬أبيه‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتعليم‭ ‬البُكم‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬الكلام‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1870‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬كندا‭, ‬ولكنه‭ ‬هاجر‭ ‬منها‭ ‬سريعاً‭ ‬إلى‭ ‬بوسطن‭, ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وابتكر‭ ‬ألكسندر‭, ‬أو‭ ‬‮«‬بلْ‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬به‭, ‬طريقة‭ ‬لكتابة‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬ليساعد‭ ‬الصُّم‭ ‬والبُكم‭ ‬على‭ ‬نطق‭ ‬الأصوات‭, ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يسمعونها‭, ‬بطريقة‭ ‬صحيحة‭. ‬ودرس‭ ‬‮«‬بلْ‮»‬‭ ‬‮«‬علم‭ ‬الكهرباء‮»‬‭, ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬شيئاً‭ ‬جديداً‭ ‬ومثيراً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭, ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يُرْسل‭ ‬علامات‭ ‬البُكم‭ ‬بطريقة‭ ‬إرسال‭ ‬البرقيات‭ (‬التلغرافات‭) ‬التي‭ ‬اخترعها‭ ‬‮«‬مورس‮»‬‭.‬

وتصوّر‭ ‬‮«‬بل‮»‬‭ ‬الفكرة‭ ‬الآتية‭: ‬إذا‭ ‬جعلنا‭ ‬صوتاً‭  ‬يحدث‭ ‬ذبذبة‭ ‬في‭ ‬غشاء‭ ‬رقيق‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الإرسال‭, ‬أحدثت‭ ‬هذه‭ ‬الذبذبة‭ ‬تياراً‭ ‬كهربائياً‭ ‬متفقاً‭ ‬معها‭, ‬فإذا‭ ‬انتقل‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬الاستقبال‭ ‬عبر‭ ‬الأسلاك‭, ‬فيمكننا‭ ‬أن‭ ‬نجعل‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬يُحدث‭ ‬اهتزازاً‭ ‬في‭ ‬غشاء‭ ‬رقيق‭ ‬فيه‭, ‬فيصدر‭ ‬منه‭ ‬صوت‭ ‬يقابل‭ ‬الصوت‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬التيار‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الإرسال‭.‬

وهكذا‭ ‬تولّدت‭ ‬عند‭ ‬‮«‬بل‮»‬‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الهاتف‮»‬‭ (‬أو‭ ‬‮«‬التليفون‮»‬‭ ‬ومعناها‭: ‬صوت‭ ‬من‭ ‬بعيد‭). ‬واستمر‭ ‬‮«‬بل‮»‬‭ ‬يُجري‭ ‬تجاربه‭ ‬ويكرر‭ ‬محاولاته‭, ‬حتى‭ ‬سمع‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬أصواتاً‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬تأتي‭ ‬إليه‭ ‬عبر‭ ‬الأسلاك‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬مساعده‭ ‬وصديقه‭ ‬‮«‬واطسون‮»‬‭. ‬ففرح‭ ‬‮«‬بل‮»‬‭ ‬فرحاً‭ ‬شديداً‭, ‬وأخذ‭ ‬يحسن‭ ‬الجهاز‭ ‬الذي‭ ‬ابتكره‭, ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬1876‭, ‬من‭ ‬أن‭ ‬يخاطب‭ ‬مساعده‭, ‬عبر‭ ‬الأسلاك‭, ‬قائلاً‭: ‬‮«‬يا‭ ‬سيد‭ ‬واطسون‭, ‬تعال‭ ‬إليَّ‭, ‬فأنا‭ ‬أريدك‮»‬‭. ‬فكانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬جملة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬تُسمع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جهاز‭ ‬للتخاطب‭ ‬المباشر‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬