أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭ ‬أحبائي‭ ‬الصغار‭...‬

‭ ‬فقد‭ ‬انتهيتم،‭ ‬أو‭ ‬أوشكتكم‭ ‬على‭ ‬الانتهاء،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الدراسي،‭ ‬وانتهيتم‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الدرس‭ ‬وتحصيل‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وتستعدون‭ ‬الآن‭ ‬لإجازة،‭ ‬تلتقطون‭ ‬فيها‭ ‬أنفاسكم،‭ ‬وتمارسون‭ ‬هواياتكم،‭ ‬وتستمتعون‭ ‬بأوقاتكم،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الصيف‭. ‬

وبينما‭ ‬قد‭ ‬يفضل‭ ‬بعضكم‭ ‬السفر‭ ‬لأماكن‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬فرصة‭ ‬لممارسة‭ ‬رياضاته‭ ‬المفضلة،‭ ‬أو‭ ‬زيارة‭ ‬أماكن‭ ‬ترفيه‭ ‬يتوق‭ ‬إلى‭ ‬زيارتها،‭ ‬فإن‭ ‬بعضكم‭ ‬قد‭ ‬يستهويه‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬شهور‭ ‬الصيف‭ ‬فرصة‭ ‬لقراءة‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يطالعها‭ ‬ولم‭ ‬تتوافر‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬لقراءتها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة،‭ ‬بينما‭ ‬يفضل‭ ‬آخرون‭ ‬أن‭ ‬يجدوا‭ ‬وقتاً‭ ‬لممارسة‭ ‬بعض‭ ‬الهوايات،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬عزفاً‭ ‬للموسيقى‭ ‬أو‭ ‬مشاهدة‭ ‬أفلام‭ ‬سينمائية‭ ‬أو‭ ‬قراءة‭ ‬دوريات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬وغيره‭ ‬مما‭ ‬تحبون‭. ‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬يواكب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم،‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬الذي‭ ‬نمارس‭ ‬فيه‭ ‬فرض‭ ‬الصيام،‭ ‬لنتعلم‭ ‬أن‭ ‬نسيطر‭ ‬على‭ ‬رغباتنا،‭ ‬ونشارك‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬ممن‭ ‬تتسبب‭ ‬ظروفهم‭ ‬في‭ ‬ألا‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬وجبات‭ ‬الطعام‭ ‬اللازمة‭ ‬لهم،‭ ‬نشاركهم‭ ‬الإحساس‭ ‬بالجوع،‭ ‬ونعرف‭ ‬مدى‭ ‬معاناتهم،‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لهم،‭ ‬كما‭ ‬يعلمنا‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭. ‬

لهذا‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نوازن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬بين‭ ‬أعمال‭ ‬الترفيه‭ ‬والتسلية‭ ‬والاستزادة‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬والاطلاع،‭ ‬وبين‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بطاعته‭ ‬وإقامة‭ ‬فروضه‭ ‬وفهم‭ ‬جوهر‭ ‬الدين‭ ‬الذي‭ ‬يطالبنا‭ ‬بأن‭ ‬نعطف‭ ‬على‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬وأن‭ ‬نشاركهم‭ ‬مشاعرهم،‭ ‬ونقدِّم‭ ‬لهم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬إن‭ ‬استطعنا‭. ‬

وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭. ‬