أبنائي الأعزاء
الأمم المتحدة مثل شرطي السير, بفمه صفّارة لينبه الغافلين عن قوانين المرور, ويرفع كلتا يديه ليسمح ويمنع, ولكن السائقين يفعلون ما يشاؤون, ويخالفون, ويدفعون المخالفات إذا اقتضى الأمر.
كانت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) مؤلمة وقاسية ومأسوية, وتسببت بعذاب لا يوصف, وكان أكثر من قاسى ويلاتها هم الأطفال. وبعد نهاية الحرب تداعى الذين شعروا بالهلع من هول ما أصاب الأطفال من الجوع والتشرد والهجر والفقر واليتم إلى توقيع وثيقة تدافع عن حقوق الطفولة, أي حقوقكم أنتم بالرفاه والسعادة والخير, وأن ينعم كل واحد منكم ببيت وسرير ومدرسة ورعاية كاملة من أبوين حنونين.
شرطي السير, أو الأمم المتحدة, قررت أن حقوق الطفولة واجب أخلاقي وحضاري ثابت, ولذا قررت كل دولة أن تحتفي بمجد الطفولة بيومها وأسلوبها الخاص. ولحسم هذا الخلاف أوصت الجمعية العامة في عام 1954بأن «تقيم جميع البلدان يوماً عالمياً للطفل يحتفل به بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال», وجرى الاتفاق على أن يكون هذا اليوم في 20 نوفمبر من كل عام, وتم الاتفاق على تسمية موحدة وهي « اليوم العالمي للطفل».
شرطي السير, أو الأمم المتحدة, قامت بالمهمة على الوجه الأكمل, لكن هل حصل الطفل على حقوقه في كل مكان? لم يحصل ذلك مع الأسف.
هناك من أطلق ويطلق الرصاص على مجد الطفولة من دون رحمة. إذ إن في منطقتنا العربية يُقتل الأطفال كل يوم بسبب الحروب المشتعلة في أكثر من بلد عربي. أطفال عرب مشردون في الشوارع بلا مأوى ويعانون الجوع والقهر والمرض والجهل والبؤس!
وإذ نشعر بالحرج الأخلاقي والديني لهذه الأوضاع المأسوية للأطفال العرب, لا نملك سوى الدعاء الصادق أن ينقذ الله كل أطفال العالم من الأذى, ونأمل أن يعلو صوت صفارة الشرطي أو الأمم المتحدة وكل شعوب الأرض, أن ترفع هذه الهيئة الدولية يدها بحزم ضد الحرب, وأن تصرخ: أنقذوا الطفولة من القتل وأعيدوا للطفولة مجدها