ذهب الفقراء
شهد فتاة صغيرة تعيش مع جدتها في بيت خشبي عند أطراف المدينة، كانت شهد ترى الكون بعينين جميلتين، فترى الأزهار من حولها تشرق كالشمس كل صباح، وتنشر عبيرها على كل ما حولها، فتستنشق الرائحة الجميلة، فتبعث فيها طاقة صباحية رائعة تجعلها تبدأ يومها في نشاط.
كانت جدتها ﻻ تملك سوى خلية نحل واحدة وكل يوم تخرجان إلى السوق لبيع العسل وتحصيل قوت يومهما من مال العسل.
كان الناس يتلهفون لشراء العسل جميل الطعم والذي فيه شفاء للناس. ذهبت حورية وأبوها يشتريان العسل في ذلك اليوم، بعدما أصابها مرض، وذهب أبوها معها إلى السوق لتجربة العلاج بالعسل، واشترى لها بعض العسل. وكانت حورية ترتدي قرطا من الذهب يلمع مع ضوء الشمس، فتمنت شهد أن تمتلك قرطا كهذا القرط الجميل ولكنها وجدتها فقراء وليس معهما المال الكافي لذلك.
في تلك الليلة قالت شهد لجدتها: كم أتمنى أن أمتلك قرطا من ذهب مثل حورية، فقالت لها جدتها حليمة: حورية هذه ابنة التاجر الغني جعفر ونحن فقراء يا عزيزتي، فقالت لها شهد: الله قادر على كل شيء يا جدتي.
ونظرت إلى السماء ذات النجوم البيضاء والقمر الساطع اللذين بعثا فيها أملاً كبيراً.
في اليوم التالي جعلت تفرغ خلية النحل من العسل لبيعه في السوق، فإذا ببعض العسل يسقط على معصمها ويصنع أسورة جميلة باتت تلمع وتتلألأ في ضوء الشمس، فخطرت على عقل شهد فكرة، ورسمت قرطا من العسل بإصبعها حول عنقها، وشاهدته يلمع ويتلألأ في ضوء الشمس، ففرحت وابتهجت وأخبرت جدتها التي قالت: يا له من قرط رائع من عسل النحل.
وذهبت به شهد إلى السوق، وكلما شاهده أحد قال لهما: من أين لكما بهذا القرط وأنتم فقراء؟
فترد شهد وتقول: إنه قرط من عسل النحل؛ ذهب الفقراء.