«العين» في عيوننا
معرض مفتوح في قلب الصحراء لبيئة طبيعية خلاّبة، وسط حدائق النخيل الشاسعة، حيث تتربع مدينة العين العاصمة الشرقية لإمارة أبوظبي، التي تلامس حدودها الشرقية سلطنة عمان، تحيط بها سلسلة جبال الهجر وعديد من التلال الرملية الكبيرة، تنتشر القرى والمدن الصغيرة في أحضانها، وتزهو بقلاعها وحصونها ومتاحفها وأسواقها الشعبية، وأيضاً مواقعها الأثرية الزاخرة بعبق التاريخ، فتستقبل زوارها على خطى تراث قبائل البدو العربية، بملامح معاصرة لإمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
جاءت تسميتها بالعين نسبة لوفرة الينابيع الطبيعية الصادرة من المرتفعات الصخرية المحيطة بها، فكانت عبر الزمن مشارب للبدو الرحَّل وإبلهم، أما في الوقت الحاضر فقد تحولت إلى أماكن استقرار ومدنية. ويعتبر متنزه العين للحياة البرية هو الأكثر تطوراً من نوعه في المنطقة، ويحتضن حالياً ما يزيد على 4000 حيوان، بما فيها المها العربي (الظبي) وغزال الريم. ويوفر المتنزه مأوى آمناً لأكثر من 180 نوعاً من الحيوانات، 30 في المائة منها مهددة بالانقراض.
وللزائرين الصغار حق التواصل مع الكائنات المكسوة بالريش والفرو، وذلك في حديقة الحيوانات الأليفة في منطقة «عزبة» الجديدة، التي تضم جانباً للماشية من الخراف والماعز واللاما والدجاج والبط وغيرها، فهي متعة لا يستطيع الصغار الابتعاد عنها، فيتحسسون أوبارها ويقومون بإطعامها وتدليلها، ولهم حرية الانطلاق في مساحة 2000 متر مربع من التنوع النباتي الرائع، وحضور عروض مهارات الطيور اليومية، فيشاهدون الصقور والنسور والجوارح والبوم وهي تحلق عالياً بانسيابية تامة، لتبرز مهاراتها في الصيد، في إطار تعليمي تثقيفي مرن، ويطل عليهم الببغاء مساء في عروض مميزة لا تخلو من الفكاهة والمرح في جو مدهش وممتع.
وعلى مقربة يقع جبل «حفيت» الذي يبلغ ارتفاعه 1.240 متراً، يطل على المدينة وعلى منتجع النخيل الرياضي الذي يحتوي على ملعب جولف عشبي يُمَكن من ممارسة اللعب عند سفح الجبل، والتسابق بسيارات «الكارتينج» على حلبة العين، والاستمتاع برياضة الصيد بالصقور وهواية الرماية والفروسية في مراكز متخصصة لذلك.
ولا يخفى عن الأعين مزارع النخيل المفروشة على مد البصر، تتخللها الحدائق تُسقى من المياه الجوفية بنظام الري التقليدي التي كانت تُروى بها منذ قرون عدة، يستمتع الزائر لها بالمشي في الممرات الطويلة والمظللة.
وفي رحلة إلى سوق العين، وهو سوق تقليدي للجمال والماشية، تعلو فيها أصوات المفاوضات بين التجار والمشترين حول الأسعار وأصول وعراقة سُلالات هذه الجمال. يستمتع الزائر بهذه الأجواء العربية الأصيلة عن قرب وسط سفن الصحراء المنتشرة من حوله في كل مكان، في لامسها ويركبها ويألفها بمتعة وانبهار.
ومن أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد بالعين «قلعة جاهلي» التي تضم معرضاً دائما لأعمال المغامر البريطاني السير ويلفريد ثيسجر، المعروف لدى السكان المحليين بلقب مبارك بن لندن، وذلك لأنه اشتهر بنجاحه في عبور الربع الخالي في العقد الرابع من القرن الماضي. ومن المتاحف المجاورة له «قصر العين» الذي يُعد متحفاً منذ عام 1998، بعد أن كان سابقاً مركزاً للحياة السياسية في المدينة في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. و«متحف العين الوطني» وجهة مفضلة للراغبين في الوقوف على تاريخ وتراث العين وأبوظبي ودولة الإمارات بصفة عامة.
وإذا كانت زيارتكم لها في شهر نوفمبر فستلحقون في سباق «جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورميلا»، بمشاركة فرق الأوكروبات الجوية، وطيارين من مختلف انحاء العالم.
حيث يستقطب الحدث نحو 1500 متفرج سنوياً. فهو عرض مثير يستحق الحضور، لأن مدينة العين فيها كل ما يمتع العين.