أبنائي الأعزّاء
نحن على وشك انتهاء الفصل الدراسي الأول 2021/2022، حيث فتحت المدارس أبوابها واستقبلت التلاميذ والطلّاب من كل المراحل الدراسية بعد إغلاق المؤسّسات التربوية وفتح المنصّات للتعلّم الإلكتروني، الذي دام إلى ما يقارب السنتين في معظم دول العالم. كما أن العودة إلى المدرسة، حيث المكان الذي نتلقى فيه العلم ونجالس فيه الصديق ونكتشف فيه مواهبنا وقدراتنا، هذه العودة توجب علينا أن نمتَن لهذا المكان ولكل العاملين فيه والقائمين عليه.
ولأن المدرسة نقطة الانطلاق الأولى للطفل إلى المجتمع، فقد لعبت دورًا مهمًّا في حياة فتاة لبنانية من أسرة فقيرة تدعى نهاد، التي كانت طفلة خجولة قليلة الكلام وكذلك الصداقات، لكنها أظهرت حبًّا جمًّا للغناء، حيث اتخذت من ليالي الشتاء واجتماع الأهل حول المدفأة مكانًا للغناء. صوت نهاد الشجي صدح في أحد الاحتفالات الوطنية بالمدرسة، ولفت انتباه أحد الضيوف، الذي كان مدرسًا بالمعهد الموسيقي، طرب لصوتها، واعتنى بموهبتها، فتكفّل بنفقات دراستها بالمعهد حتى أصبحت عضوة في فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية.
أبنائي الأعزاء، الطفلة نهاد غدت ملكة الغناء العربي السيدة فيروز، التي تغنّت بحب الوطن والسلام، ونادت بالقضية الفلسطينية، ورسمت جمال الطبيعة بالموسيقى والغناء. واعتنت بالأطفال فغنت لهم الكثير من الأغاني التي ما زالت الأجيال تردّدها، بل تمنّت فيروز أن تعود إلى مرحلة الطفولة وتلعب بالطائرات الورقية. وننتهز الفرصة في هذا الشهر ونحتفل مع أطفال العالم العربي باليوم العالمي للطفل 20 نوفمبر، ونردّد معًا أغنية شمس الأطفال التي ترنّمت فيها فيروز بأهم حق من حقوق الطفل، وهو الحق في الحب والاهتمام والحق باللعب والترفيه. (لهم حب الدنيا لهم لعب الدنيا وهم فرح البال يا شمس الأطفال ).
*غلاف شهر نوفمبر يحتفي بميلاد المطربة اللبنانية السيدة فيروز.