زراعة الفضاء بالنباتات .. خطوة قريبة جداً

زراعة الفضاء بالنباتات .. خطوة قريبة جداً

مزارع‭ ‬نباتية‭ ‬في‭ ‬الفضاء

في‭ ‬بعثات‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬خارج‭ ‬مدار‭ ‬الأرض،‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬زراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬الغذائية،‭ ‬فرحلة‭ ‬فضائية‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬المريخ‭ ‬قد‭ ‬تستغرق‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬معها‭ ‬حمل‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬التي‭ ‬تكفيهم‭ ‬لمثل‭ ‬تلك‭ ‬الفترات‭ ‬الطويلة،‭ ‬لذلك‭ ‬فسوف‭ ‬تتم‭ ‬زراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬المركبات‭ ‬الفضائية‭ ‬وعلى‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬والكواكب‭.‬

ونقول‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيتم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬للغاية،‭ ‬لأنه‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬تم‭ ‬اختبار‭ ‬زراعة‭ ‬النباتات‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية،‭ ‬واليوم،‭ ‬وبداخل‭ ‬غرفة‭ ‬مجهزة‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬لادا‮»‬‭ ‬تم‭ ‬تطويرها‭ ‬في‭ ‬مختبرات‭ ‬فضائية‭ ‬أمريكية‭ ‬وروسية،‭ ‬تم‭ ‬زراعة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬مثل‭ ‬القمح‭ ‬والبازلاء،‭ ‬التي‭ ‬نمت‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬آثار‭ ‬جانبية‭ ‬ملحوظة‭.‬

مزارع‭ ‬بلا‭ ‬تربة‭!‬

‭ ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬تجربة‭ ‬زراعة‭ ‬بعض‭ ‬النباتات‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬وكوكب‭ ‬المريخ‭ ‬بتقنية‭ ‬الزراعة‭ ‬المائية،‭  ‬وتكون‭ ‬النباتات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تربة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تزويدها‭ ‬بالماء‭ ‬والعناصر‭ ‬الغذائية‭ ‬اللازمة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬سائلة‭ (‬تماما‭ ‬كما‭ ‬نفعل‭ ‬حين‭ ‬نضع‭ ‬وردة‭ ‬في‭ ‬كوب‭ ‬ممتلئ‭ ‬بالماء‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬تلك‭ ‬النباتات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬كوننا‭ ‬الواسع‭.‬

الزراعة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر

‭ ‬لحماية‭ ‬النباتات‭ ‬من‭ ‬ضرر‭ ‬الأشعة‭ ‬الكونية‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬الصوبة‭ ‬الزراعية‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭ ‬مدفونة‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬لأن‭ ‬القمر‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬غلاف‭ ‬جوي‭ ‬يحميه‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬كرتنا‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬يحميها‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭. ‬

الزراعة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬المريخ

بينما‭ ‬على‭ ‬المريخ‭ ‬يوجد‭ ‬غلاف‭ ‬جوي‭ ‬يوفر‭ ‬حماية‭ ‬كافية‭ ‬لتلك‭ ‬النباتات،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬للحماية‭ ‬فسوف‭ ‬تقوم‭ ‬بتوليد‭ ‬غاز‭ ‬الأكسجين‭ ‬اللازم‭ ‬للحياة‭ (‬نحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬النباتات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تتغذى‭ ‬بطريقة‭ ‬عكسية‭ ‬للإنسان‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬تمتص‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬وتبث‭ ‬غاز‭ ‬الأكسجين‭)‬،‭ ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬بديلا‭ ‬مناسبا‭ ‬لتلك‭ ‬المعدات‭ ‬والآلات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الأكسجين‭ ‬بطريقة‭ ‬ميكانيكية،‭ ‬وعليه‭ ‬يمكن‭ ‬بناء‭ ‬المستعمرات‭ ‬الفضائية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬المعدات‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬

 

وأيا‭ ‬كان‭ ‬شكل‭ ‬المزارع‭ ‬الفضائية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬فإنها‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬استكشاف‭ ‬الفضاء‭ ‬التي‭ ‬ستصبح‭ ‬بلا‭ ‬قيمة‭ ‬دون‭ ‬توفير‭ ‬مصدر‭ ‬للغذاء‭ ‬المتجدد‭ ‬كالذي‭ ‬تقدمه‭ ‬المزارع‭ ‬الفضائية‭.‬

 

رسم‭: ‬محمد‭ ‬عبدالله