وظائف لطيفة.. أشخاص وظيفتهم تذوق كل شيء!

نحن نتناول يوميا أنواعا من المأكولات والمشروبات الغازية والحلويات، وخصوصا الشوكولاتة، ولكل منها مذاق فريد مختلف. لكن هل تعرف أننا لكي نحصل على هذا المذاق اللذيذ، فإن هناك أشخاصا متخصصين في التذوق هم الذين يتسببون في وصول هذه المذاقات إلينا؟
أصل الموضوع يبدأ مع علم الكيمياء.. نظر الناس إلى الكيمياء دائما كوسيلة لتحسين طريقة حياتهم, وقد حاول الكيميائيون في القرون الماضية أن يجدوا علاجا لكل الأمراض وطريقة لتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.
واليوم يمكن ربط الكيمياء بصناعة كل منتج في المجتمع، من الأحذية الرياضية والأجهزة الإلكترونية إلى الأدوية ونكهات الطعام.
صانعو الأطعمة
مهنة المتذوق تعني أن لديه القدرة من خلال عملية التذوق على تحديد طبيعة تركيب المادة التي يتذوقها، ثم يقوم بعمل معادل كيميائي لها وتزويد نسبة مادة عينة منها أو تقليلها للحصول على طعم أو مذاق خاص.
وما أن يحدد المتذوقون مزيج العناصر الكيميائية المطلوبة للنكهة المحددة، يمكن أن يشتروا أشكالا نقية من هذه العناصر ومزجها في المعمل. وقد يضيفون حينئذ عناصر كيميائية أخرى (مثل الإيثيل بوتيرات والأسيتالديهيد) لتعزيز الرائحة. الهدف: إعادة صنع الطعم الذي يسعى إليه صانعو الطعام مثل نكهة شراب الشوكولاتة المعروف، باستخدام مكونات أقل كلفة من مكونات المنتج الطبيعي. يمكن أن تتطلب إعادة إنتاج نكهات محددة - القهوة على سبيل المثال - مئات من المواد الكيميائية.
تسعى الشركات في الغالب إلى صنع هذه النكهات المركبة لأن المصدر الأساسي- مثل حبوب الكاكاو- غالية جدا أو نادرة، ويشارك المتذوقون في الحصول على شهادة التلمذة الصناعية لمدة سبع سنوات التي تمنحها جمعية «كيميائيو النكهة». يبدأ هؤلاء التدريب بالعمل في إحدى الشركات التي تصنع هذه النكهات، حيث يمزجون المواد الكيميائية والمذيبات ومواد أخرى لصنع النكهة.
هذه مهنة عظيمة لو أنك مبدع ومنجذب إلى العلم، لأنها فن وعلم على السواء.
اكتشاف البترول في الصخور
كثيرا ما نمشي في مناطق جبلية، أو نذهب في رحلة بحرية طويلة، أو نسير في الصحراء دون أن نلتفت لما نراه، لكن هناك أشخاصًا لديهم شغف بالطبيعة من نوع آخر، فهم يحبون أن يعرفوا تركيب الجبال إذا رأوها، ويفكرون في ما يوجد تحت رمال الصحراء أو في أعماق البحار.
جون زومبرج يهوى الحياة في الطبيعة، ويقضي وقته بحثا عن البترول الطبيعي الذي يسيل من الصخور أو في برك صغيرة في التربة. يأخذ عينات من الحصى من مواقع عديدة إلى المعمل ويحلل نوعية الوقود الموجود بها، مثل البترول والغاز الطبيعي. هذه الأنواع من الوقود تتشكل عبر فترات طويلة من الزمن من بقايا الكائنات العضوية الحية وتستخدم في وقود لتشغيل المركبات بالطاقة وتوليد الكهرباء. وباعتباره متخصصًا في علم الجيولوجيا الكيميائية البترولية، يحاول أن يفهم الطريقة التي يتحرك بها البترول والغاز في جيوب تحت الأرض. هذا يساعد مستخرجي البترول على تحديد أفضل الأماكن للحفر واستخراج الوقود الغني بالطاقة باستخدام أدوات عالية التقنية لتحليل البترول، والمعروف كذلك باسم النفط الخام، وتقدم هذه العناصر الكيميائية مفاتيح تدل على نوع الصخر المدفون عميقا تحت سطح الأرض، حيث يتكون البترول. كما أنها تقدم بيانات عن نوعية البترول.