أبنائي الأعزاء

عندما بدأ الإنسان يكتب، لم يكتب على أوراق الكتابة، فلم يكن يعرف الأوراق، فكان ينقش على الحَجَرِ أفكاره.
كان مجهوده في ذلك عظيما، فبعض تلك الكتابات لايزال موجودًا حتى اليوم، تحكي لنا قصته، وتروي لنا أحداث عالَمٍ لم نره. لذلك قالوا في المَثَل: «العِلْمُ في الصِغَر كالنَقشِ على الحَجَر». فعندما يتعَلم الإنسانُ الأشياءَ صغيرا، يكون من الصعب عليه نسيانها، لأنّها تُنْقَش وتُحْفَر في ذاكرته. والكتابة لا تكون إلا بكلماتٍ مرتبةٍ تؤدي إلى معنى، نُسَميها «جُمْلَة»؛ وهي نوعان:
جملة اسمية وجملة فِعلية. أما الكلمة، فهي مجموعة من الحروف، جمعها أجدادنا العرَبُ أوّل ما جمعوها بطريقة تُسَمَّى «الحروف الأبجدية»، وهي ثمانية وعشرون حرفا:
أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ .
ثم تغير ترتيب هذه الحروف عندما بدأ العرب بتسجيل كلماتهم العربية ومعانيها في كتب سُمِيَت «المعاجم» و«القواميس»، وكان ترتيب «حروف المعجم» العربية كالتالي:
أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي .
وأخيرا أعزائي الصغار لكم أن تعرفوا معنى كلمة «معجم»: شرح الكلام غير المفهوم، حيث كان العرب يُطلقون لفظ «أعجمي» على كل كلام غير معروف.
أما كلمة «قاموس» فمعناها «البحر العميق».
ولأنّ العطلة مقبلة، فلنستغلها بالقراءة، وندوّن أهم ما قرأناه بالكتابة لكي لا ننسى، ونتذكر أنّ «العِلْمَ في الصِغَر كالنقشِ على الحَجَر».