أبنائي الأعزاء
مع مطلع هذا الشهر أو خلاله يبدأ العام الدراسي الجديد، وبالنسبة لكل منكم تبدأ رحلة جديدة من رحلات التحصيل العلمي في العلوم والمواد المختلفة، ويبدأ فصل جديد من فصول خبراتكم في الحياة إما بالتعرف على أصدقاء جدد، أو بالتلاقي مع زملاء الدراسة السابقين، بكل ما يعنيه ذلك من اختبار لمعنى الصداقة وتمتين أواصرها، والانحياز للمحبة والتنافس الإيجابي وتبادل المعلومة والابتسامة والضحكات المشتركة.
ولا شك في أن من يتأمل منكم كيف كانت معارفه وكم تطورت خلال عام دراسي واحد، سيدرك أنه خلال العام السابق قد وضع حجرا جديدا في بناء حياته، وحين يتذكر ذكريات العام الماضي مع الأصدقاء سيدرك أنه عبر العلاقات التي كونها وبالخبرات التي جمعت بينه وبين زملائه قد وضع حجرا جديدا في بناء إنسانيته وشخصيته واكتشف عن نفسه الكثير مما لم يكن يعرفه عنها، لولا الأصدقاء.
ومع بداية العام الدراسي الجديد أيضا لعلكم ستذكرون الكثير من المدرسين، خصوصا من نقل إليكم معلومة جديدة، وستشعرون بالعرفان لهؤلاء المعلمين الذين أسهموا في تقديم المعرفة لكم وتوصيلها بالشكل السليم. وهذه إضافة أخرى إلى بناء شخصيتكم التي يعتبر التعليم جزءا أساسيا في تكوينها.
إن تاريخ التعليم، أبنائي الأعزاء، هو جزء من التدريس والتعلم في الماضي والحاضر. كل جيل، منذ بداية الوجود البشري، يسعى إلى تمرير القيم الثقافية والاجتماعية والتقاليد والدين والأخلاق والمهارات للجيل القادم.
واليوم يقاس تقدم أي أمة بمدى تقدم مستوى التعليم في مدارسها المختلفة، لذلك فعليكم جميعا أن تبذلوا الجهد في تحصيل العلوم، ودعم مواهبكم أيا كان مجالها، لأنكم بذلك إنما تبنون أنفسكم وتعبرون خطوة مهمة في بناء بلادكم التي تنتظر ما سوف تقدمونه لها يوما بفضل ما تعلمتموه وما اكتسبتموه من خبرات إنسانية.