أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

بعد‭ ‬العودة‭ ‬للمدرسة،‭ ‬لعلكم‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬كونتم‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬المواد‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تدرسونها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬ولعل‭ ‬كل‭ ‬منكم‭ ‬طالع‭ ‬بشغف‭ ‬كتب‭ ‬المواد‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬يفضلها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬أو‭ ‬يهواها‭ ‬أو‭ ‬يتفوق‭ ‬فيها،‭ ‬فالبعض‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬لديه‭ ‬ميولاً‭ ‬أقوى‭ ‬لدراسة‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والبعض‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬لذةً‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬الرياضيات‭ ‬أو‭ ‬العلوم‭. ‬لكن‭ ‬المهم‭ ‬ألا‭ ‬يطغى‭ ‬هوانا‭ ‬وشغفنا‭ ‬بدراسة‭ ‬علم‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬على‭ ‬التحصيل‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬المواد،‭ ‬فالتعليم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬يؤهلنا‭ ‬جميعًا‭ ‬لكي‭ ‬نتسلح‭ ‬بالمعرفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فروعها،‭ ‬حتى‭ ‬نصل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬ندرسه‭ ‬بتعمق‭ ‬ويؤهلنا‭ ‬لنواجه‭ ‬الحياة‭ ‬العملية‭. ‬

إن‭ ‬التوازن‭ ‬دائمًا‭ ‬هو‭ ‬معيار‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فعلينا‭ ‬دومًا‭ ‬أن‭ ‬نوزع‭ ‬أوقاتنا‭ ‬بالعدل‭ ‬بين‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬ندرسها،‭ ‬وكذلك‭ ‬أن‭ ‬نمنح‭ ‬أنفسنا‭ ‬فرصة‭ ‬للتسلية‭ ‬واللهو،‭ ‬وممارسة‭ ‬الهوايات،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬موسيقية‭ ‬أو‭ ‬رياضية‭.‬

وبالإضافة‭ ‬للتوازن،‭ ‬نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬دائمًا‭ ‬للإلهام،‭ ‬وأن‭ ‬نقرأ‭ ‬ونعرف‭ ‬تاريخ‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬أطباء‭ ‬نابغين،‭ ‬أو‭ ‬علماء‭ ‬نابهين،‭ ‬أو‭ ‬موسيقيين‭ ‬عباقرة،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المميزين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة،‭ ‬ففي‭ ‬سيرة‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬أجادوا‭ ‬تعليمهم‭ ‬لكي‭ ‬ينبغوا‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬وكيف‭ ‬واجهوا‭ ‬الصعوبات‭ ‬بالكفاح‭ ‬والدأب،‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬أحلامهم‭ ‬أمامهم‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وكانوا‭ ‬يخطون‭ ‬خلف‭ ‬تلك‭ ‬الأحلام‭ ‬بل‭ ‬ويركضون‭ ‬حتى‭ ‬تحققت‭ ‬وأصبحت‭ ‬واقعًا‭. ‬

فلاحقوا‭ ‬أحلامكم‭ ‬وطاردوها‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬فمن‭ ‬جد‭ ‬وجد‭.‬