حيوانات دخلت التاريخ.. البقـــرة جانجا

حيوانات دخلت التاريخ.. البقـــرة جانجا

الهند‭ ‬بلاد‭ ‬العجائب‭ ‬والغرائب‭ ‬ومهد‭ ‬حضارة‭ ‬وادي‭ ‬السند،‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية،‭ ‬وعرفت‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬بثرواتها‭ ‬التجارية‭ ‬والثقافية‭ ‬الغنية‭ ‬والمتنوعة‭ ‬لفترة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬لكونها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬طريق‭ ‬التجارة‭ ‬التاريخية،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬مساحتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬شاسعة‭ (‬الدولة‭ ‬السابعة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المساحة‭ ‬الجغرافية‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬الدولة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تعداد‭ ‬السكان،‭ ‬ولذلك‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬أديان‭ ‬كثيرة‭ ‬وثقافات‭ ‬متنوعة،‭ ‬وشكّلت‭ ‬هذه‭ ‬الديانات‭ ‬والثقافات‭ ‬التنوع‭ ‬والتعددية‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬الهند‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭.‬

الهند‭ ‬هي‭ ‬بلد‭ ‬التنوع‭ ‬المذهل،‭ ‬وقد‭ ‬ارتبط‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬بطبيعتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بتباينها‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لمكان‭ ‬ومن‭ ‬بقعة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬فهنالك‭ ‬الجبال‭ ‬ذات‭ ‬القمم‭ ‬الجليدية‭ ‬والسهول‭ ‬المنخفضة‭ ‬والصحارى‭ ‬الشاسعة‭ ‬والوديان‭ ‬الخصبة‭ ‬والمروج‭ ‬الخضراء،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تنشأ‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬هذه‭ ‬التضاريس‭ ‬المتباينة‭ ‬أنماط‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬وثقافات‭ ‬وديانات‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬الجغرافية‭.‬

في‭ ‬14‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬شهدت‭ ‬الهند‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أغرب‭ ‬حفلات‭ ‬الزفاف،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬العروس‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بقرة‭ ‬جميلة‭ ‬اسمها‭ (‬جانجا‭) ‬وزيّنوها‭ ‬كأي‭ ‬عروس‭ ‬بالمجوهرات‭ ‬والساري‭ ‬الهندي‭ ‬من‭ ‬الأقمشة‭ ‬الغالية،‭ ‬كما‭ ‬وضعوا‭ ‬الصبغة‭ ‬الحمراء‭ ‬على‭ ‬مقدمة‭ ‬الرأس،‭ ‬واختاروا‭ ‬لها‭ ‬زوجاً‭ ‬قوياً‭ ‬هو‭ ‬الثور‭ (‬برقاش‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬إنجاز‭ ‬كل‭ ‬الترتيبات‭ ‬للعرس‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬تنظيمه‭ ‬شهرين‭ ‬متواصلين‭. ‬وقد‭ ‬تكلف‭ ‬الحفل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭ ‬دفعها‭ ‬الفلاحون‭ ‬الذين‭ ‬يرجون‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مزارعهم‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬الكوارث‭ ‬وفق‭ ‬اعتقادهم‭. ‬بينما‭ ‬حضره‭ ‬حوالي‭ ‬5000‭ ‬شخص،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مجمل‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬وجهت‭ ‬إليهم‭ ‬دعاوى‭ ‬الزفاف‭ ‬يتجاوز‭ ‬العشرة‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭. ‬واستمتع‭ ‬الحضور‭ ‬بالحفل‭ ‬ورقصوا‭ ‬فرحًا‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة،‭ ‬وتناولوا‭ ‬أشهى‭ ‬الأطباق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العرس‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭. ‬ليذكر‭ ‬هذا‭ ‬الزفاف‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وتسجله‭ ‬عدسات‭ ‬الكاميرات،‭ ‬وتنقل‭ ‬الخبر‭ ‬شاشات‭ ‬التلفاز‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وأقيم‭ ‬الحفل‭ ‬حسب‭ ‬عقيدتهم‭ ‬ليحمي‭ ‬قريتهم‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬القريبة‭ ‬بسبب‭ ‬الفيضانات‭ ‬والأعاصير،‭ ‬ولتظل‭ ‬القرية‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وهدوء،‭ ‬ولتنعم‭ ‬بمحاصيل‭ ‬غنية‭ ‬وكثيرة‭ ‬ببركة‭ ‬البقرة‭ ‬المقدسة،‭ ‬ومن‭ ‬اللطيف‭ ‬مشاهدة‭ ‬مراسم‭ ‬الحفل‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬اليوتيوب‭ ‬ومواقع‭ ‬إخبارية‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭.‬

 

رسم‭: ‬حسام‭  ‬التهامي