أبنائي الأعزاء

هل تعلمون - أعزائي الصغار - أن الموهبة التي يمتلكها أي شخص في عمر مبكر جداً ربما تبدأ من عمر الخامسة؟
وهناك دراسات تشير إلى أن نحو 90 في المائة من الأطفال في العالم يتحلون بمواهب مختلفة في هذا العمر الصغير، لكن الفارق هو أن البعض ينمي هذه الموهبة ويهتم بها، والبعض لا ينتبه.
ومن الصحيح أن الموهبة هي نعمة من الله سبحانه وتعالى، لكن المهم أن نكتشفها في أنفسنا، ثم نعمل على تنميتها والارتقاء بها. لأنه إذا لم نكتشفها في سن مبكرة قد تضمحل وتختفي.
ويتحمل الأب والأم معاً مسؤولية محاولة اكتشاف ومتابعة القدرات الخاصة التي يمتلكها أطفالهم، لكن الأهم هنا أن يحرص من يجد منكم في نفسه الموهبة على أن يظهرها وينميها ويتدرب على أساسياتها، وأن يحرص كذلك على تنبيه الأسرة إلى هذه الموهبة.
وحين نشاهد أو نسمع في مجتمعات أخرى، في الغرب مثلاً، عن مواهب عديدة، فإن ذلك لا يعني أن أطفالهم لديهم مواهب أكثر من مواهب الأطفال في مجتمعاتنا العربية، لا، بل الفرق هنا يتمثل فقط في أن المجتمعات الغربية حريصة على اكتشاف المواهب ورعايتها وتنميتها.
هناك عباقرة نسمع عنهم في مجالات الفنون والموسيقى والرياضيات والعلوم تخبرنا كتب التاريخ أنهم أصبحوا عباقرة، لأن البيئة التي نشأوا فيها شجعت مواهبهم. فالموسيقي الشهير بيتهوفن مثلا بدأ العزف على الكمان في عمر الخامسة، وكذلك الموسيقيان موزارت وشوبان عزفا أمام الجمهور في عمر السابعة. وهناك مئات غيرهم تمكنوا من إبراز مواهبهم المبكرة ليس فقط في الموسيقى، بل وفي الفنون وفي مجالات العلوم والرياضيات.
اهتموا بما حباكم الله من مواهب، وغنوا إذا كانت أصواتكم جميلة، وارسموا إذا كانت قدراتكم الفنية مميزة، واكتبوا إذا امتلكتم ملَكة الكتابة، وقبل هذا كله وبعده اقرأوا وتعلّموا، فالمواهب الجيدة هي التي تصنع المستقبل لكم ولأوطانكم.