عبدالعزيز حسين سياسي في خدمة الثقافة

لست من الجيل الذي عاصر الراحل عبدالعزيز حسين وحظي بمجالسته أو العمل معه في موقع من المواقع التي عمل فيها، لكني وبكل فخر أقول أنا من الجيل الذي عاصر الأوفياء الذين رافقوا سيرته وظلوا حتى اليوم يستذكرون مآثر تلك الشخصية الفذة التي خدمت الكويت في مجالات عدة حتى تجسدت أمامي بأقوالها وأفعالها. ولعل عملي الحالي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جعلني أقترب من آثار تلك الشخصية من زوايا متعددة.

 

إن بصمات عبد العزيز حسين يصدق فيها قول الشاعر الذي مدح الملك المنصور أبي عامر:
آثاره تُنبيك عن أخباره 
        حتى كأنك بالعِيان تراه

وما بين الثقافة والسياسة أوجد لنفسه مكانة كبيرة من القبول والمصداقية قلّما تجتمع في شخص، إذ يصعب على السياسي مخالفة طبيعته في مجاملة الرأي العام وتبني القضايا التي تلامس رغباتهم، وفي مجتمعاتنا لا تحظى الثقافة بالكثير من الشعبوية، كما يصعب على المثقف الملتزم المنحاز لقضايا الأمة وهموم الناس، الصمود في بيئة عمل تقتضي الكثير من المساومات والرضا بالحلول الوسط، لكن تجربة عبدالعزيز حسين تثبت أنه كان قادرًا على التوازن بين النقيضين.

دروس ثمينة
عندما بدأت بالتعرف على شخصية عبدالعزيز حسين لفت نظري أن نتاجه من الكتب لم يتجاوز كتابًا يتيمًا هو (محاضرات عن المجتمع العربي بالكويت)، تلك المعلومة كانت الدرس الأول في سيرة واحد ممن بنوا نهضة الكويت وعرفوا قيمة ومكانة الثقافة في تقدم المجتمع دون الحاجة لأن ينالوا أعلى الشهادات وأن يصدروا عشرات الكتب، فقد نجح عبدالعزيز حسين في تطبيق تطلعات المثقفين على الأرض عبر استثمار معطيات المرحلة التي جعلت من الثقافة ركيزة أساسية من ركائز التنمية والنهضة الشاملة.
الدرس الثاني من دروس عبدالعزيز حسين هو أن (السياسة تحمي الثقافة)، فحين تولى المناصب الحكومية وآخرها وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء ألقى بظلال من الحماية على كل المؤسسات الثقافية الرسمية بعيدًا عن تقلبات السياسة، وما تبعية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له إلا دليل ملموس على رعاية المثقف السياسي لطبيعة عمل منابع القوة الناعمة التي أعطت الكويت مساحة تفوق مساحتها الجغرافية، دون النظر إلى تكاليف تشغيلها.

اتقاد البصيرة
لم يتشبث الرائد التنويري عبدالعزيز حسين بالكرسي أو المناصب التي أسندت له، بل كانت إنجازاته وكفاءته وإنكاره لذاته وحرصه على تقديم الأفضل لوطنه، دافعًا للمسؤولين في الدولة إلى التمسك بهذه القامة الثقافية التي استطاعت بفضل سعيها الدؤوب وفكرها المستنير ووعيها الثقافي المبكر والنظرة الثاقبة إلى تحقيق إنجازات كبيرة خلال عملها الحكومي فكان مثالًا يقلّ نظيره في الفعل الثقافي المؤسسي المستند إلى خطط مدروسة وآليات تنفيذية دقيقة استطاع بلورتها إلى واقع عملي منظّم عبر سلسلة من الإجراءات عمد إليها في بلوغ الهدف المنشود.
ظهرت ميوله الأدبية والثقافية منذ الصغر وعقب التحاقه بفصول الدراسة في مدرسة المباركية 1927م وتتلمذه على أيادي أساتذة أفاضل منهم عبدالملك الصالح وعبدالمحسن البحر وراشد السيف وسيد عمر عاصم، انكبّ على قراءة الكتب في مكتبة والده ملا حسين التركيت، فقد اشتهر والده بالورع والتقوى، وقد أخذ عنه أولاده صفات التديّن الوسطي، واستمر عبدالعزيز حسين في النهل من المعرفة متدرجًا في فصول الدراسة حتى تخرج في مدرسة الأحمدية عام 1937م، لكن الشاب المتقد البصيرة كان يتأهب إلى مرحلة جديدة من حياته باحثًا عن فرصة يحقق من خلالها ما يصبو إليه.
شكّل عام1939م مرحلة فاصلة ومهمة في مسيرة عبدالعزيز حسين، حيث جرى اختياره ليكون ضمن الدفعة الأولى التي أرسلتها الكويت إلى مصر بهدف اكتساب العلم والمعرفة،  والتحق مع زملائه أحمد مشاري العدواني ويوسف عبداللطيف العمر ويوسف مشاري البدر بجامعة الأزهر، وهنا انطلق مشوار آخر لهذا الشاب الطموح وتعرف على أدباء مصر ومثقفيها ومفكريها، واختزن خبراته الحية معهم في ذهنه وتركها تختمر على مهل، ومع مرور الوقت حصل حسين على شهادة في اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1943 وحصل أيضًا على شهادة التخصص في تدريس اللغة العربية من الجامعة ذاتها في عام1945، كما حصل على دبلوم التربية العالي من المعهد العالي للمعلمين، وخلال تحصيله العلمي كانت له في الريادة إنشاء كيانات ثقافية وأدبية في مصر، حيث أسس وترأس تحرير مجلة البعثة، كما عمل مشرفًا على البعثات في القاهرة خلال الفترة من1945م حتى 1950م، وأسس أيضًا الرابطة الأدبية لثانوية الشويخ في عام 1950م.
ساهم حسين في وضع اللبنات الأولى لمشاريع ثقافية أخرى جاءت تباعًا خلال عمله الحكومي، وتعتبر مجلة البعثة التي أسسها الراحل بمنزلة مرآة الكويت الثقافية وحلقة وصل بين الطلاب الكويتيين المبتعثين لمصر ووطنهم الكويت، فكانت تنقل أخبارهم ويومياتهم وتعد شاهدًا على تطور الكويت وطلابها الذين ينهلون من منابع العلم راغبين في تحقيق التنمية والتقدم والازدهار لوطنهم، فهم كانوا يرسمون أحلامهم ويدوّنون ما يجول في مخيلتهم من طموحات وآمال يسعون إلى تحقيقها في المستقبل.
أما بيت الكويت الذي وضع لبناته الأولى، وكان مديره الأول، فيعد حاضنة ومكانًا لرعاية الطلبة المبتعثين، ولم يقتصر دوره عليهم فقط، حيث كان وجهة للأدباء والشعراء في مصر والدول الأخرى، ويلتقي أبناء الكويت نظراءهم ويتبادلون الأفكار والخبرات.

 بريطانيا ومرحلة جديدة
لم يوصد الراحل عبدالعزيز حسين باب تلقيه للعلم والمعرفة عقب حصوله على البعثة الدراسية في مصر، بل كانت تلك المرحلة حافزًا له للحصول على المزيد من البعثات والدراسة رغبة في الوصول إلى أرقى المراتب والحصول على أعلى الدرجات العلمية، وعقب عودته إلى الكويت قادمًا من مصر متوّجًا بهذه الشهادات العلمية، كانت الكويت في الوقت نفسه تتأهب إلى نهضة مقبلة حتى يكتسب أبناؤها المزيد من الخبرات من نوعية مختلفة في إطار انفتاحها على العالم، لذا فقد تم اختياره من قبل مجلس المعارف آنذاك ليكون ضمن المبتعثين إلى بريطانيا، هذه المرة أيضًا لم يركن إلى الهدوء أو السكون والبحث عن وظيفة تؤمنها له شهاداته العلمية، بل شمّر عن ساعديه ممسكًا بتلابيب هذه الفرصة مشرئبًا لتحقيق إنجاز شخصي جديد، فكان على موعد لدراسة نظم التعليم في أوربا إضافة إلى دراسة التربية وعلم النفس والاجتماع، وعقب عامين وتحديدًا في 1952م عاد إلى الكويت وفي جعبته دبلوم التربية المقارنة ودبلوم الزمالة، وتم اختياره على الفور مديرًا لمجلس المعارف وهو في مقتبل الثلاثين من العمر، وكان هذا الاختيار نابعًا لما قدمه خلال الفترة الماضية من إنجازات كبيرة سواء في مصر أو حتى حصوله على أعلى الشهادات العلمية من بريطانيا.

شخصية فذة
ساهمت كل المراحل السابقة والشهادات التي حصل عليها في مصر وبريطانيا، في تشكيل شخصية فذّة تتسم بالقيادة والفطنة وبعد النظر، إضافة إلى الخبرات التي حصل عليها من معايشته عن قرب لعمالقة الفكر والأدب العربي كل هذه الأمور، ودفعه إلى استيعاب مفهوم الثقافة جيدًا، لذلك عمد منذ بواكير حياته إلى المضي في اتجاهها بطريقة لا تعرف السكون ولا تتقيد بمكان أو زمان، بل هي حركة دائمة وفي حالة انتشار واستثمار كل المعطيات لصالح إثراء تجربته وخدمة بلده في كل المواقع التي عمل بها، فالشهادات لم تكن غايته ولكن وسيلته لتحقيق ما يصبو إليه، تكمن هنا فرادة هذا المعلم والتربوي والمثقف السابق لعصره، الذي لم يهدأ يومًا ولم يستسلم في مشواره رغم الصعوبات والتحديات التي كان يواجهها، في وقت كان تطور المجتمع وتغيير جلده يحتاجان الكثير من الجهد والجلد والمثابرة، ورغم أن عملية التحول في المجتمع كانت بطيئة، إلا أنه بعد ذلك بمراحل كانت الكويت على موعد مع نهضة شاملة في كل المجالات السياسية والرياضية والاجتماعية والفكرية والحياتية.

أنشطة سياسية
من الوظائف التي تولاها الراحل إدارة مجلس المعارف (وزارة التربية حاليًا) من عام1953م حتى عام1961م، كما أسندت إليه مهام أخرى خلال هذه الفترة، فأدى دورًا سياسيًا مهمًا، حيث تقدم بطلب قبول عضوية الكويت لدى الأمم المتحدة، وترأس بعد ذلك وفد الكويت المكلف بتفنيد الادعاءات العراقية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، وكما نرى فلم يقتصر دوره على الجانب التربوي والتعليمي والثقافي بل امتد إلى الطرح السياسي، ولم يدّخر وسعًا في خدمة الكويت، كما أنه ساهم في تقديم مشاريع ثقافية وتربوية في الكويت والوطن العربي. وربما لا يغيب عن الكل أن الرائد التنويري عبدالعزيز حسين كان أول سفير لدولة الكويت في مصر نظرًا لمكانته لدى الشعب المصري إضافة إلى معرفته التامة بهذا البلد العربي لأنه درس هناك وأسس كيانات راسخة لا يمكن نكرانها، وهو يعد من المثقفين الكويتيين الذين لهم علاقات وطيدة مع أهل الأدب والفكر والثقافة في مصر إضافة إلى علاقاته مع مسؤولي الدولة آنذاك.

الأسس الأولى للنظام التعليمي
ارتبط اسم الراحل بالنهضة التعليمية في الكويت، فبمجرد تسلمه مهام إدارة مجلس المعارف باشر بإحداث نقلة نوعية في التربية والتعليم مستفيدًا من اطلاعه على واقع التعليم في مصر وبريطانيا، وقام بوضع الأسس الأولى للنظام التعليمي في بلد يشهد تحولات كثيرة لاسيما التوسع العمراني والانتقال من حياة البحر والبر إلى حياة المدنية، أو بالأحرى من حياة قبل البترول إلى بداية الدولة الحديثة، فدعا إلى مجانية التعليم وتطوير الشكل والمضمون على النظام المتبع، كما دعا إلى تشجيع وتعلم الإناث وتعميم رياض الأطفال والاهتمام بالهيكل التعليمي، إضافة إلى التوسع في إرسال البعثات الدراسية خارج الكويت ووضع استراتيجية لاختيار المدرسين، والمدقق في هذه الإجراءات يرى أن الراحل كان يعمل بطريقة علمية مدروسة وفق نظام متكامل يبدأ في رعاية النشء منذ نعومة أظفارهم خلال عملية تربوية كاملة تهدف إلى إنشاء مجتمع متعلم ومثقف ومتحضر يواكب ما يدور حوله في العالم.
لم يكن الراحل يفصل بين عمله في التعليم والثقافة ودوره في خدمة قضايا بلده، فقد نجح في مهمته السياسية عقب قبول الكويت عضوًا في جامعة الدول العربية، حيث كان يرى أن خدمة الكويت واجب وطني لا مناص منها، وعقب توليه منصب أول سفير للكويت في القاهرة الذي مكث فيه من عام 1961م حتى 1963م تم استدعاؤه إلى الكويت ليكون وزيرًا للدولة لشؤون مجلس الوزراء في التشكيل الحكومي1963م حتى عام1965م، واستمر في تقديم العطاء في معظم المجالات، واختير أيضًا في العام1971م ضمن التشكيل الوزاري، واستمر في العمل حتى1985م، وبعدها أعلن تقاعده عن العمل وعين مستشارًا في الديوان الأميري.

تجارب عربية
لم يكن المشروع الثقافي الكويتي وحيدًا في المنطقة العربية، فكانت هناك مشاريع عربية أخرى، تأثر بها وأثرت فيه، فعلى الرغم من مستنقع الخلافات السياسية والتناحرات التي لا مبرر لها التي عانى منها العرب، فقد ظل هناك رابط ثقافي يضمها معًا، هذا الرابط عززته وحدة اللغة العربية والثقافة الإسلامية، لذلك فقد أصبحت النهضة الثقافية في البلدان كالأواني المستطرقة، كل منها يصب في الآخر، فقد عاشت مصر تجربة مماثلة على يد الوزير المثقف ثروت عكاشة الذي اهتم بالفنون الرفيعة كالأوبرا والباليه والموسيقى الكلاسيكية، إلى جانب تشجيعه لإصدار المجلات الثقافية وسلاسل الكتب ذات السعر المخفض. وقد تأثر أكثر من بلد عربي بهذه التجربة واستفادت من هذه المنشورات وساهمت في مشروعات مشابهة لها، وعاش العراق الفترة نفسها من الخصوبة الثقافية،  فقد شهد العديد من شعراء العرب العظام الذين حوّلوا مسار الشعر العربي إلى مساره الحديث، وواكبت ذلك نهضة في إصدار المجلات ونشر الكتب واستقبال أقلام العالم العربي ونشر إنتاجهم، ولكن هذا المشروع لم يكتب له الاستمرار بسبب المغامرات العسكرية التي قام بها النظام العراقي السابق، والذي قاد العراق إلى الحصار والدمار، وفي أقصى بلاد العرب عاش المغرب ومازال يعيش فعاليات موسم أصيلة الثقافي الذي يقام في تلك المدينة الصغيرة المطلة على المحيط الأطلنطي في أغسطس من كل عام، وقد أسس هذا المهرجان محمد بن عيسي الوزير المغربي الأسبق، وهو مهرجان حافل يهتم بالأدب والموسيقى والفن، وفي كل موسم يتوافد على المدينة عشرات الفنانين الذين يزيّنون جدرانها بالرسوم المختلفة حتى تحولت المدينة النائية إلى متحف مفتوح، كل هذه التجارب وغيرها أثرت وتأثرت بالمشروع الثقافي الكويتي الذي تم وضع لبنته الأولى في الخمسينيات، وقد رعاه في أهم فتراته رجل الدولة الفذ عبدالعزيز حسين.
لقد أدرك عبدالعزيز حسين، أن مخاطبة العقول هي الطريقة المثلى لبلوغ الأهداف، فالحوار يخلق الوعي، لذلك حمل مشعل الثقافة الكويتية منذ بواكير حياته متجولاً بين بلدان العالم ينهل من المعرفة والعلم بهدف إفادة بلده، حمل أفكاره النيّرة متغلبًا على الحدود الضيقة، فكانت مشاريعه ببعد قومي وأفق أرحب تهتم بالمواطن العربي.
وفي خضم عمله وتنقله من منصب إلى آخر، أسس أول حاضنة ثقافية في الكويت وهي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المؤسسة التي ترعى الأدب والفكر والفنون في الكويت ولها إسهامات كثيرة يتغنى بها العالم بأسره.  كما ارتبط اسمه بتأسيس العديد من الصروح الثقافية محليًا ودوليًا مثل جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للجنوب والخليج العربي وكلية العلوم التكنولوجية في القدس والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومشروع مكتبة الإسكندرية العالمي ومعهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في جامعة فرانكفورت ومعهد العالم العربي في باريس.

بلد حضاري يعيش عصره
في الختام وجدنا على صفحات «العربي» في العدد (267) فبراير 1981م حديثًا مهمًا مع الأستاذ عبدالعزيز حسين، وكان يشغل في حينها منصب وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء والوزير المسؤول عن البلدية أجاب فيه باستفاضة عن سؤال مستقبلي هو كيف ترى كويت الغد؟ فأجاب:
«إذا شاء الله وامتد بي العمر ورأيتها معكم... فهي تلك الواحة القابعة في قلب الصحراء... واحة الأمن والأمان ... بلد حضاري يعيش عصره ... إنني أرى كويت الغد في عيون أبنائي اليوم ... أبناء الكويت الذين يدرسون ويتعلمون بحماس استعدادًا لليوم الذي سيحملون فيه الأمانة كاملة... يجب أن نذكر دائمًا أن الشعوب هي التي تصنع حضارتها».
وواصل عبدالعزيز حسين «ربما لا أكون قد أجبت على السؤال الذي طرحتموه في بداية هذا الحديث... «كويت الغد»، وكيف أراها، وأنا أقول لكم إنها أمنية، لكنني واثق من أنها سوف تتحقق... أن أرى ويرى أبنائي «كويت العلم»، و«كويت الصناعة»، و«كويت الزراعة» بعد كويت النفط...  وأنا لا أحلم ولكن المشروعات التي قامت وستقوم تؤكد أن الكويت مقبلة على نهضة في هذه وغيرها من المجالات الحضارية... هذه هي كويت المستقبل التي أتمنى أن أراها وأنا أعيش اليوم بدايتها» ■