أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

فبراير ثاني شهور السنة الميلادية، عادة ما يستقبله أهل الكويت بالفرح والفخر، وبالسلام والامتنان، لأن في 25 من فبراير ذكرى يوم الاستقلال، وفي 26 من فبراير يوم التحرير، وعليه أصبح شهر فبراير- شهر الفرح والخير- رمزًا للانتصار والحرية، وأيامه شاهدة على أحداث كثيرة ومواقف عظيمة، تحكي تكاتف أبناء الكويت وتضحيتهم بالغالي والنفيس في سبيل حرية وطنهم واستقلال أراضيه. وفي كل فبراير يسترجع أبناء الكويت ذكرياتهم عن المناسبتين، يروي الأجداد والآباء للأحفاد والأبناء عمّا حدث، وكيف حدث. 
ذكرى المناسبات الوطنية لدى الدول تحمل في طيّاتها رسائل عديدة وعميقة، ودروس قيّمة لا تتكرّر، علينا أن نعيها جيدًا. فالوجود في وطن آمن يوفّر لأبنائه الحياة الكريمة والمعيشة الآمنة المستقرّة، ما هو إلا نتيجة لجهود المخلصين من أبناء الوطن على مرّ السنين. فكل الأجيال التي تعاقبت على أرض بلادك سعت وعملت لأن تحظى بالعيش الرغيد الهانئ، وعليه فإن مسؤولية الحفاظ على استقلال الأوطان تنتقل إليك، وإلى أبنائك من بعدك، وتذكّر جيدًا بأن هذه المسؤولية لا تُنجز إلا بالحب. 
أبنائي الأعزّاء، حب الوطن يعني التعلّم والتفوّق والعمل لأجله، يعني المحافظة على ثرواته وخيراته والترشيد في استهلاكها، يعني التعايش السلمي والتكاتف والتعاون بين أبنائه، يعني العطاء دون مقابل، والالتفاف حوله في وقت الشدّة والرخاء. ومن المقولات الجميلة عن الانتماء للوطن: (إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا)، وهكذا حب الوطن. 

* يحتفل عدد فبراير باحتفالات دولة الكويت الوطنية، وعلى غلاف العدد مبنى لمركز عبدالله السالم الثقافي.