وطني الكويت

وطني الكويت

بلادُ الخيرِ والنـــــورِ        وبيتُ العزِّ والسّــــــورِ
كويتُ الحبِّ تجمعُنا      وهذا الحبُّ أسطوري
حدودُ مدينتي مجـدٌ       سواحلُه إلى الخـــورِ* 
ووربةُ ثم بوبيــــــــانُ*     وجهراءُ* بها الجوري


الشاعرة فاطمة العبد الله

 

الوطن هو الحضن الذي يمدّنا بالدفء، ويمنحنا الأمن والأمان. ولا ينعم الوطن بالاستقرار إلا إذا كان حرًا يمتلك السيادة على أراضيه، من غير عدوان يتسلّط على شعبه، وينهب خيراته. وتكاد لم تنجُ دولة عربية من احتلال لأراضيها، أو من وصاية فُرِضت عليها، ولكنّ إرادة الشعوب هي من تنتصر في النهاية، وتدحر كل دخيل يستبيح حُرْمة* الوطن.

 

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
إذا الشّعبُ يوماً أرادَ الحيـاة
فــلا بــدَّ أن يســتجيبَ القــدر
ولا بُـدَّ لِلَّيـلِ أن ينجلـي
ولا بُدَّ لِلقَيْدِ أن يَنكسـر
في عام ١٨٩٧ دخل وطني الكويت تحت الحماية البريطانية، التي استمرت حتى 19 يونيو من عام ١٩٦١، حيث نال استقلاله في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح، وتمّ اعتماد هذا اليوم عيدًا للاستقلال. ونظرًا لحرارة الصيف الشديدة في الكويت، ولصعوبة إقامة الاحتفالات فيه، صدر مرسوم أميري بدمج عيد الاستقلال بيوم استلام الأمير عبد الله السالم الصباح، الحكم، الموافق 25 فبراير، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها في هذا التاريخ. 

 

الغزو العراقي 

وفي 2 أغسطس من عام1990 غزت القوّات العراقية الكويت، وبكلمات يعتصرها الألم عبّر الشاعر الكويتي يعقوب السبيعي عن المحنة العظيمة التي ألَمّتْ بوطنه، وعن الطعنة التي أصابته من الأخ والجار، العراق، فأنشد يقول:
مِنْ كهوفِ الظلامِ مِن جُحْرِ حيّة
سالَ سَمٌّ على الرمالِ النقيّه
كان ليلًا أبكى السماءَ وأدمـى
حَجرَ الأرضِ والزهورَ النديّه
حين جاءتْ جحافلُ الغدرِ تشوي
لحمَ أرضي و مهجتي العربيّه

هبّ الشعب الكويتي، رجالًا ونساءً، للدفاع عن أرضهم، وسطّروا ببطولاتهم أروع ملاحم الوحدة الوطنية، لينتصر الحق، وتعود الكويت حرّة أبيّة. يقول الشاعر السبيعي:
علّمتنا الكويتُ كيف نغالي
في هواها و كيف تحلو المنيّه*
علمتنا الكويتُ كيف نجازي
مَن يعادي وكيف نردعُ غَيّه*
ولِعينِ الكويتِ نبذلُ روحًا
ملاءتُها كرامةٌ و حميّـــــــه
فحرام على الطواغيتِ* شبرٌ
من بلادي وفي النفوس بقيّه

كما عبّرت الشاعرة الكويتية سعاد الصباح عن تمسّكها بتراب وطنها، الذي يؤوي شعبها، ومن يقطنه من العرب الأشراف. تقول:
هذه الأرضُ من الماءِ إلى الماءِ .. لنا
هذه الأرضُ هي الأمّ التي ترضعنا
وهي الخيمةُ، والمعطف، والملجأُ، والثوبُ الذي يسترنا
وهي السقفُ الذي نأوي إليه، وهي الصدرُ الذي يدفئنا
الكويتيون باقون هنا.. وجميعُ العربِ الأشرافِ باقون هنا
نلثمُ الثغرَ الذي يلثمُنا.. نقطعُ الكفَّ التي تضربُنا

 

الاحتفالات باليوم الوطني ويوم التحرير

لم يدم الاحتلال أكثر من سبعة أشهر، حيث تمكّن الشعب الكويتي في ٢٦ فبراير من عام 1991، وبمساعدة قوّات التحالف، من تحرير الكويت، ومنذ ذلك الوقت والكويت تحتفل في يومَي ٢٥ و٢٦ فبراير من كل عام بالعيد الوطني وعيد التحرير، ويتسابق المواطنون والمقيمون للتعبير عن حبهم وولائهم للأرض التي تحتضنهم، برفع الأعلام، وتزيين الأبنية والشوارع والساحات، وتَعُمّ الاحتفالات الأرجاء. كما تشارك الطائرات بالاستعراض، وتلوّن السماء بألوان العلم الكويتي.
ويُعتبر الشعر واحدًا من مظاهر الاحتفال، حيث يتبارى الشعراء في التغنّي بحبّهم لهذه الأرض الطيّبة. يقول الشاعر فالح بن طفلة:
منذُ الطفولةِ والهوى وقّـــــــادُ
ومشاعري في حُبَّها تزدادُ
شادت* بروحي قصرَ حبٍّ شامخٍ
فيه الوفاءُ ركيزةٌ وعمادُ
ونما هواها في فؤادي مثلما
تنمو على أغصانها الأورادُ

ويقول محمود عثمان:
أكويتُ يا خيرًا تناثر فضلُه
في كل بيتٍ منه فيه عَمارُ
لكِ في النفوسِ مودّةٌ قد شادها
حسنُ القلوبِ ووصلُها الجرّارُ

كما تغنّى الشعراء بعلم الكويت، رمز الأمّة، ومصدر فخر واعتزاز أبنائها. يقول أحمد السيد عمر:
دُم هكذا علمَ الكويتِ مُكرَّماً
لكَ في أعالي الجَوِّ خيْرُ مَكانِ
إنّاْ إذا الخطب اعتراكَ* جميعنا
نفديك بالأرواحِ والأبدانِ

 

أعزّائي العرب الصغار: لًِكلّ واحد منكم وطن، هو في عينيه أجمل وطن، وحبّه في قلوبكم حبٌّ أبديٌّ خالدٌ، لا ينازعه أيّ حب، فلْتجدّدوا من ولائكم لأوطانكم، ولْتجسّدوا هذا الولاء في العمل والجدّ والاجتهاد، لتسهموا في إعماره، ونهضته وبناء حضارته. وكل عام وأوطانكم بأمن وأمان. 

 

*الحُرْمة: ما لا يحلّ انتهاكه.
* الخور: مصبّ الماء في البحر.
*وربةُ وبوبيانُ: جزيرتان كويتيتان.          
*الجهراء: محافظة في الكويت.
*المنيّة: الموت.
*الغَيّ: الضلال.     
*الطاغوت: الطاغي المعتدي.
*شادت: بَنَت وعمّرت.
*اعتراكَ: أصابك.