أبنائي الأعزّاء
شهر مارس هو الشهر الثالث من السنة الميلادية، وهو شهر الفرح في جمهورية إيرلندا الصديقة. ففي يوم 17 من مارس تعطّل المدارس وكل مؤسّسات الدولة للاحتفال باليوم الوطني الإيرلندي، وتعمّ البلاد مظاهر الولاء وحب الوطن، فتنطلق المسيرات الشعبية والاحتفالات التي تبرز التقاليد والعادات الإيرلندية الفلكلورية، في الأزياء والأطعمة والمشروبات.
وعلى الرغم من أن إيرلندا نالت استقلالها التام من المملكة المتّحدة في ديسمبر 1937، إلا أن الشعب الإيرلندي يحتفل في مارس بيومه الوطني منذ أكثر من 1000 عام، ويعود ذلك لمناسبة دينية تُنسب إلى ذكرى وفاة القدّيس باتريك، الراعي لإيرلندا في القرن الخامس، ويُقال بأنه وَحّد الإيرلنديين في الدين، وعليه فإن الوحدة التي حدثت بين الشعب منذ ذلك الحين أصبحت مناسبة وطنية.
أبنائي الأعزّاء، لقد دخلت إيرلندا حروبًا كثيرة لتحافظ على سلامة ووحدة أراضيها، وأمن واستقرار شعبها، فغدت اليوم إحدى أهم الدول المتقدّمة بفضل أبنائها الذين تكاتفوا، وعملوا على نهضتها السياسية والاقتصادية والثقافية. وتُعدّ جامعة دبلن من الجامعات المرموقة والمهمّة في العالم، فقد تأسّست عام 1592، وتخرّج منها أسماء كثيرة ساهمت في تقدم إيرلندا في جميع المجالات ومنهم الكاتب صموئيل بيكيت، والذي يُعدّ رمزًا من رموز الثقافة والأدب في إيرلندا.
هناك مَثَل إيرلندي يقول: «لولا الغيوم لما تمتّعنا بِأشعّة الشمس»، ونحن أيضًا تعترض حياتنا بعض المشاكل والأزمات، فلْنكن على يقين بأنها لن تدوم، وحتمًا سنصل إلى حلول لها.
* يحتفل عدد مارس باليوم الوطني لجمهورية إيرلندا. وعلى غلاف العدد جسر صموئيل بيكيت في دبلن، العاصمة الإيرلندية.