فنّ مسرح الدُّمى

فنّ مسرح الدُّمى

عزيزي الفنّان الصغير، يُعتبر فنّ مسرح الدمى فنّا شعبيًا قديمًا جدًا، يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة، لكنه ازدهر في البلاد العربية مباشرة بعد سقوط الأندلس في نهاية القرن الثالث عشر، حيث كان وسيلة لتسلية الناس والأطفال خصوصًا، وكذلك طريقة جيدة لحكاية القصص ذات القِيم الإنسانية المفيدة.
في السابق لم تكن التكنولوجيا متوفّرة، كأجهزة التلفاز والهواتف الذكية، فكانت الحياة بسيطة جدًا، لذا كان لِمسرح العرائس سحر خاص يشدّ الناس إليه من خلال شكل الدمى والعرائس، وألوانها المتعدّدة والزاهية، وزكشاتها التي تجذب المُشاهد، وخاصة الأطفال، فكانوا يتساءلون عن قدرة الفنّانين في صنع أشكال دمى مقاربة لشكل الإنسان، وكذلك كيفية قيامها بالحركات والرقصات والغناء، وهذا بالطبع ما يقوم به الفنّان الذي يحرّك هذه العرائس بإتقان، ويتحدّث ويغنّي لتبدو طبيعية وملفتة وجذابة.

 

يُعتبر مسرح الدمى الياباني (بونراكو) من أشهر المسارح العالمية المتطوّرة، وهو كذلك أحد المعالم التراثية العالمية، كونه يقدّم ثقافة البلاد وعاداتها بطريقة حديثة بالرغم من قِدَمه، وتتميّز الدمى في هذا المسرح بوزنها الثقيل المصنوع من الخشب، ويتم تحريكها بطريقة مميّزة، فتبدو أعينها تتحرّك في جميع الاتّجاهات، وكذلك رموشها وذراعاها، وكأنها تعبّر عن أحاسيس الشخصية، من حزن وسعادة وغضب، فيتفاعل معها الجمهور أكثر. 
   للعرائس التقليدية في المسارح البسيطة توجد طُرق عديدة لتصنيعها، فهي تُصنع من قماش (المهير)، وهو من صوف الماعز، وبعض الأزرار والإسفنج، أما بالنسبة للمسرح فيمكن تصنيعه بالخشب الأبلكاش، وهو خشب ليّن يتكوّن من طبقات، ويتمّ تزيينه بزينة مناسبة للطفل، بألوان جميلة من رسومات لشخصيات محبّبة له.
ولِمسرح الدمى فوائد خاصة بالطفل، فهو يساعد على توصيل القِيم والمبادئ السلوكية الإيجابية، وتقديم رسائل لتغيير السلوكيات السلبية بطريقة غير مباشرة ، وأيضًا يساهم مسرح الدمى بتنمية خيال الطفل وقدراته الإبداعية، وكذلك اكتساب مهارات التواصل والحديث والإنصات للآخرين، وتنمية الثروة اللغوية للأطفال.


وأخيرًا، عزيزي الفنّان الصغير، بعد اطّلاعك على فنّ مسرح الدمى، وتعرّفك على جمال الدمى وخصائصها، تستطيع البدء بمحاولة عمل دمية بسيطة، باستخدام الأقمشة الملوّنة والأزرار، وسأكون سعيدة باستقبال مشاركاتكم.