شهر أبريل هو الشهر الرابع من السنة الميلادية، وفي يومه الـ 27 تحتفل جمهورية جنوب أفريقيا بيوم الحرّية، ويُعدّ يوم عطلة رسمية في كل المؤسّسات الحكومية. ففي ذلك اليوم من عام 1994، مارس شعب جنوب أفريقيا بأكمله حقّه في اختيار رئيس البلاد، وعليه كان نيلسون مانديلاّ أوّّل رئيس لجنوب أفريقيا ذي بشرة سمراء. فالاحتفال بِيوم الحرّية يعني الاحتفال بالعدالة والحرّية الاجتماعية.
تُعدّ جنوب أفريقيا من أكثر الدول تنوّعًا في السكّان، ففيها أكبر عدد من ذوي الأصول الأوروبية، وأكبر تجمّع سكّاني هندي خارج قارّة آسيا، إلى جانب أبنائها الأفارقة من ذوي البشرة السمراء. إن التعايش السلمي الذي بلغه سكّانها اليوم جعلها من أكثر الدول تطوّرًا في أفريقيا، فإلى جانب مواردها الطبيعية التي ساهمت في نهضتها، فإن كفاح أبنائها ونضالهم على مدى عقود ليحظى كل مواطني جنوب أفريقيا بفرص متساوية للعيش الكريم، كان سببًا رئيسيًا لأن تكون إحدى أكثر الدول الأفريقية استقرارًا وأمنًا وسلامًا، بل ووجهة سياحية ممتعة على مدار العام. 

أبنائي الأعزّاء، نيلسون مانديلّا من الشخصيات التي أثرت التاريخ بعملها الدؤوب لتحقيق التعايش السلمي في بلده والعالَم أجمع، فهو حلم بأن أفريقيا تعيش بسلام، وأثنى على المتسامحين من أجل السلام، ووصفهم بالشجعان، ورأى أن التعاطف الإنساني رابط يحوّل المعاناة المشترَكة إلى أمل، واعتبر النجاح نتيجة عمل الإنسان مع الآخرين. إن رجلًا من جنوب أفريقيا خصّصت له الأمم المتّحدة يومًا دوليًا لاستذكار نضاله، يستحقّ التعرّف على وطنه وعطائه الإنساني.

* يحتفل عدد أبريل بيوم الحرّية لجمهورية جنوب أفريقيا. وعلى غلاف العدد قرية شاكالاند الثقافية.