لماذا أقرأ؟
هناك أسباب ودوافع عدّة تجعلني أواظب على القراءة:
ــ أقرأ لأن القراءة تغمرني بإحساس رائع بالحرية، أستطيع التنقّل في الزمان والمكان كما أشاء، ودون أي حواجز. أعود إلى هذا العصر أو ذاك من عصور الماضي، وقد أسافر بعيدًا في المستقبل، فالكتاب آلة حقيقية للسفر في الزمن والمكان.
ـ أقرأ لِأحيا حياةً مضاعفةً. كيف ذلك؟ القراءة تمكّن مَن يزاولها من الاطّلاع على تجارب وخبرات لم يعشها، فالفرد مهما درس وعمل وسافر ونسج علاقات مع المحيطين به، يبقى في حاجة إلى الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، لتصير رؤيته للحياة أكثر نضجًا وعمقًا، والقراءة تجعل ذلك ممكنًا بأساليب متنوّعة وحافلة بالمتعة والفائدة.
ــ أقرأ لأن القراءة مفتاح ذهبي بين يديّ، يخوّل لي الولوج بالمجّان إلى كنوز المعرفة والعلم، لأنهل منها ما أشاء، ووقتما أشاء.
ــ أقرأ لأن القراءة تقوّي ذاكرتي، وتغني معجمي، وتمنحني القدرة على التعبير، كما تنشّط ذهني، وتكسبه مهارات التحليل. على العكس من التلفاز والحاسوب اللذين يتسبّب الجلوس أمامهما لفترات طويلة بالشرود وخمول الذهن والبدن معًا.
أعزّائي، تخيّلوا معي لوحةً بالأبيض والأسود تمثّل منظرًا طبيعيًا، فيه نباتات وأشجار وماء وطيور.
الشخص الذي لا يقرأ يرى اللوحة كما هي، باللونين الأبيض والأسود، أما الشخص الذي يواظب على القراءة فإنه يستطيع رؤية نباتات وأشجار اللوحة بألوان متنوّعة بهيجة، ويرى ماءها منسابًا رقراقًا صافيًا، وبوسعه أن يسمع شدوَ الطيور وهي تتنقل جذلةً بين الأغصان. لأن القراءة تشحذ الحواس، وتوقظ الذهن والفؤاد، وتجعل للمخيّلة أجنحةً كي تحلق بصاحبها عاليًا.
تحدّثت عن أهمية القراءة مع ابني، وها أنا أقاسمكم الأسباب، وأدعوكم إلى القراءة لتكتشفوا بأنفسكم كم هي القراءة مفيدة، ساحرة، ومدهشة!.