أبنائي الأعزّاء
شهر يوليو هو الشهر السابع من شهور السنة الميلادية، وفي يومه الـ 30 تحتفل المملكة المغربية الشقيقة بِعيد العرش المغربي، وهو يوم جلوس الملك محمد السادس بن الحسين على عرش المغرب. وفي هذا اليوم يلقي الملك خطابًا يتحدّث به عن الإنجازات والمشاريع التي تمّت، والخطط المستقبلية التي ستتم، ويؤكّد فيه على تماسك الشعب المغربي وتلاحمه في مواجهة الِمحَن على مرّ العصور.
تتميّز المملكة المغربية عن غيرها من الدول العربية بالتنوّع في كل شيء، فعلى أراضيها مظاهر جغرافية متنوّعة، حيث البحار والوديان، الغابات والواحات، الصحراء والمدن الحضرية. ويعيش على أرضها سكّانها الأصليّون الذين يشكّلون العرب والأمازيغ، ومقيمون فيها تعود أصولهم إلى أوروبا، ومعظمهم إسبان وفرنسيون. ويتحدّث لسان أهلها بلغات عدّة إلى جانب العربية، كالفرنسية والإسبانية والإنجليزية والأمازيغية. وعليه فإن السلام الذي تنعم به المغرب اليوم هو نتيجة الانفتاح على الآخر وتقبّله والتعايش السلمي معه.
أبنائي الأعزّاء، في أقصى شمال المملكة المغربية مدينة صغيرة تحضنها جبال الريف، اسمها شفشاون - وتعني انظر إلى القرون - أي انظر إلى القمم المحيطة بالمدينة، ويُطلق عليها المدينة الزرقاء. ولأحيائها وأبنيتها طابع أندلسي تلوّن بالجير الأبيض والنيلة الزرقاء، وهما لونان اختارهما سكّانها الأوائل الذين جاءوا فارّين من المستعمر الإسباني في الأندلس، وبهما عبّروا عن رغبتهم بأن تكون مدينتهم رمزًا للسلام والتسامح. ولا عجب أن تختارها اليونسكو عام 2010 لتصبح رمزًا للمنظومة الغذائية للبحر الأبيض المتوسط - أي أنها غنية بالأطعمة النباتية التي تشتهر بها تلك المنطقة -، وتصنّف في عام 2016 كسادس أجمل مدينة في العالم، فهي كانت ومازالت وُجهة السيّاح الأولى في المغرب.
يحتفل عدد يوليو بِعيد العرش المغربي، وعلى غلاف العدد مدينة شفشاون المغربية.