بداية حكاية الزجاج

بداية حكاية الزجاج

يُحكى أنّ:
قصّة اكتشاف الزجاج بدأت في فينيقيا القديمة، حيث تحطّمت سفينة كانت تحمل ملح النطرون «كربونات الصوديوم »، وعن طريق الصدفة، وعند إعداد البحّارة لِطعامهم على الشاطئ جلبوا كتلًًا من كربونات الصوديوم، وخلطوها بِرمال الشاطئ حتى يضعوا عليها قدورهم، وأوقدوا النار، فإذا بسائل شفّاف بلّوري لامع يخطف أنظارهم، سرعان ما تجمّد، وأصبح أوّل قطعة زجاج عرفها التاريخ منذ 3600 سنة قبل الميلاد.

انتشرت صناعة الزجاج في البلاد المحيطة، ومنها بلاد ما بين النهرين «العراق »، حيث تمّ العثور على خرز وأختام وزخارف زجاجية صُنعت من 2500 عام قبل الميلاد.
كما اكتشفت بعثة ألمانية أن صناعة الزجاج في مصر القديمة كانت أكثر تطوّرًا، حيث يعتقد العلماء أنّ المصريين تمكّنوا من الوصول إلى طريقة لِصنع الزجاج عن طريق صهر رمل الكوارتز مع البوتاسيوم، وأنتجوا كُتلًًا زجاجية كبيرة تمّ إرسالها بعد ذلك إلى مصانع أخرى لتشكيلها، أو تمّ تصديرها مباشرة. وأيضًا كان الرومان ماهرين فى صناعة الزجاج، فقد صنعوا الزجاج للنوافذ ولِتغطية الجدران.
والزجاج هو مادّة صلبة بلّورية شفّافة، يعتمد في تصنيعه على مركّب السيليكا، وفي ذلك الوقت كان تصنيع الزجاج يتمّ بطريقتين: الأولى عن طريق لفّ
الزجاج الساخن حول لُبٍّ من الطين، وبعد التبريد يتمّ إزالة اللُّبّ، وصقل الزجاج بالرمل. والطريقة الثانية عن طريق صبّ الزجاج المُنصهِر في قالب من الطين، ثم صقله.
وبعدها عُرف نفخ الزجاج عن طريق وضع قطعة من الزجاج المُنصهِر الساخن على أنبوب من الحديد مُفرَغة من الداخل، ويتمّ النفخ في الأنبوب حتى يصبح الزجاج فقاعة يمكن تشكيلها.

العرب والزجاج

اعتنى العرب بصناعة الزجاج وطوّروها، لحاجتهم إلى الأواني الزجاجية التي تُستخدم في العطور، والعقاقير، والإنارة، والشرب، وغيرها. كما برع الفنّانون المسلمون في صنع المشكاوات، وذلك لِِإضاءة المساجد والمنازل وخلافه، حيث أتقنوا صناعة الزجاج المعشَّق بِالجصّ.
زجاج يقاوم الرصاص ويُطلق على الألواح الزجاجية التي تقاوم الكسر، وهو نوعان: الزجاج المُلتصِق بالبلاستيك الشفّاف، والزجاج الُُمعالَج حراريًا، وقد اختُرع لِِأوّل مرّة من قِبَل عالِم فرنسي يُدعى «إدوارد بنديكتوس » عام 1909 ، ويُستخدَم في صناعة السيارات والطائرات والقطارات والصناعات الحربية وأبحاث الفضاء.

استخدامات الزجاج

يُعتَبر الزجاج واحدًا من أكثر الموادّ أهمية في حياتنا اليومية؛ حيث يدخل في صناعة الأدوات المنزلية، والمواد الطبّية، والأجهزة الإلكترونية. ويتميّز الزجاج بِالقوّة، والمرونة، ويُعتبَر من المواد العازلة غير الموصّلة للكهرباء، ومقاومًا للتآكل.