أشهر كهف في التاريخ
مَن منّا لا يعرف الكهف وأصحاب الكهف؟ لقد خلّده القرآن الكريم في سورة سُمّيت باسمه، هي )سورة الكهف(، فأين يقع هذا الكهف الشهير؟ وما قصّته؟
كان الناس قديمًا يعبدون الأصنام ويسجدون لها، وكان منهم أناس عقلاء يدركون أن هذه الأصنام عاجزة لا تضرّ ولا تنفع، ومن هؤلاء فِتية شباب آمنوا بربهم، كما وصفهم القرآن الكريم، وآمنوا أنه لا بدّ للكون من إله خالق عظيم، وإيمانهم بذلك جعل الملك في زمانهم يهدّدهم، ويطلب أن يرجعوا إلى عبادة الأصنام، فما كان منهم إلا أن يهربوا حفاظًا على حياتهم، وتمسّكًا بإيمانهم، فكان الكهف مأوًى لهم، فأين يقع يا تُرى؟
مجلّة العربي الصغير حطّت رحالها في العاصمة الأردنية عمّان، وا جّهّت شرقًا إلى قرية «الرجيب »، أو «الرقيم » كما تسُمّيت قديمًا، وكما أوردها القرآن الكريم في سورة الكهف )أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا(.
في الكهف الذي يُعدّ من أهم معالم السياحة الدينية في الأردن، كان الدليل السياحي يحكي للزوّار قصّة هؤلاء الفِتية الذين لجؤوا إلى الكهف، وربما كانوا سبعةً، وكيف أن الله تعالى كتب لهم أن يناموا في الكهف ثلاثمئة وتسع سنين، وكيف كان كلبهم يحرسهم عند باب الكهف، وكانت الشمس لا تصل إليهم، بل تدخل الكهف من فتحة ما زالت موجودةً يشاهدها زوّار الكهف، وكان الفِتية يتقلّبون يمينًا وشمالاً.
والزائر للكهف يشاهد داخله سبعة قبور، أربعةً في جانب الكهف وثلاثةً في الجانب الآخر، وفيها رفات الفِتية، الذين ظنّوا أنهم ناموا )يومًا أو بعض يوم( حتى أذِن الله- عزّ وجلّ- أن يعودوا للحياة، ويرسلوا أحدهم ليشتري لهم طعامًا من السوق، فلما أخرج نقوده علم الناس أنها قديمة تعود لأكثر من ثلاثمئة سنة، وأدركوا أن الفتى هو واحد من من الفِتية الذين هربوا بدينهم، فخاف أن يسلّموه للملك، لكنهم طمأنوه بأن ذلك الملك قد مات، وأن الملك الحالي مؤمن بما يؤمن به الشاب.
عاد الشاب إلى أصحابه في الكهف، وانتشرت قصّته بين الناس، الذين ذهبوا إلى الكهف فرأوا الفتية وقد ماتوا، واختارهم الله إلى جواره، فأمر الملك المؤمن فعُملت لهم قبور في كهفهم، وظل الناس كلما زاروا الكهف في «الرقيم » شرق العاصمة الأردنية عمان، يتذكّرون قصّة هؤلاء الفِتية المؤمنين.
هكذا تتّضح لنا أهمية هذا الموقع الأثري، الذي أُلحق به مسجد حديث ومتحف يروي للزوّار ما كان من أمر هؤلاء الفِتية الذين آمنوا بربهم. إنه موقع يستحق الزيارة.