أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

شهر نوفمبر هو الشهر الحادي عشر من شهور السنة الميلادية، وفي يوم 18 نوفمبر من كل عام يحتفل العمانيون باليوم الوطني الذي يحمل الكثير من المعاني السامية في نفوس الشعب العُماني على تعاقب أجياله. ففي اليوم ذاته من عام 1650م حرّروا أراضيهم، وطردوا البرتغاليين، وأصبحت بلادهم أقدم دولة مستقلّة في العالم العربي. وفي عام 1970 أقرّ السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- هذا اليوم ليكون يومًا وطنيًا يحتفل به كل عام تقديرًا لجهود أبناء عُمان في العمل يدًا بيد مع قيادتهم، لمواكبة التطوّرات وإحداث التغيّرات لوضع السلطنة في مصافّ الدول المتقدّمة. ويحرص العمانيون اليوم على التعبير عن فرحتهم بذلك اليوم، لكونه يصادف ذكرى ميلاد السلطان قابوس الذي حكم السلطنة (1970-2020)، وأحدث نقلة نوعية متطوّرة في كل مجالات الحياة. 
ولِأن السلطان قابوس- رحمه الله- كان محبًا للثقافة والفنّ، ومخلصًا لوطنه وشعبه، أمر في عام 2001 ببناء دار للأوبرا في مسقط على طراز العمارة الإسلامية، وبالفعل افتُتحت في أكتوبر 2011 أوّل دار للأوبرا في منطقة الخليج وثاني دار أوبرا في الوطن العربي. وفي حفل افتتاح مهيب عبّر السلطان قابوس عن الهدف من إنشاء الدار بقوله: (إن الوقت قد حان لِتتويج مسيرة التراث الثقافي العماني الثري بتبنّي أفكار تعزّز الثقافة العالمية وتسهم في تقدمها، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف أنشأْنا دار الأوبرا السلطانية في مسقط لتكون مركزًا ثقافيًا عالميًا). 
أبنائي الأعزّاء، تتوالى الأعياد والمناسبات على الأفراد والمجتمعات، وإحياء ذكراها والاحتفال بها أمر لا بد منه لِاستشعار النِّعم واستخلاص العِبر والتعبير عن الامتنان والعرفان على حال اليوم. ولكن يظل الأهم من كل ذلك هو حاجتنا إلى (وقفة تأمّل وأمل للماضي والمستقبل ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟) مِن خطاب السلطان قابوس بالعيد الوطني الثاني. 

*يحتفل عدد نوفمبر باليوم الوطني العُماني، وعلى الغلاف دار الأوبرا السلطانية.