حديقة الحيوان من أين تأتي بحيواناتها؟

حديقة الحيوان من أين تأتي بحيواناتها؟

لا شكّ أن زيارة حديقة الحيوانات ورؤيتها وهي تعيش مجتمعة في مكان واحد- على الرغم من اختلاف وتنوّع بيئاتها- تجربة فريدة وممتعة.
ولكن هل فكّرنا يومًا كيف تمّ نقل هذ الحيوانات المختلفة وإحضارها من شتّى دول العالم لتكون جميعها في مكان واحد، باختلاف أحجامها وطبيعتها؟
سأطلعكم يا أحباب على عملية نقل الحيوانات من بلدان مختلفة، وكيف تتمّ، والإجراءات التي تتّبعها شركات نقل الحيوانات لإيصالها إلى حديقة الحيوان بأمان. 
هناك طريقتان للحصول على الحيوانات في حدائق الحيوان:
- برنامج تبادل الحيوانات:
هناك اتفاقيات ومراسلات تتمّ بين حدائق الحيوان المختلفة حول العالم، بعض الحدائق، وبسبب وجودها في بلدان استوائية المناخ، نجد أنها تحوي الكثير من الحيوانات التي تنتمي لنفس البيئة، مثل النمور والفهود، وربما كان لديها أنواع نادرة من هذه الفصائل. بينما الحدائق التي تقع في البلدان الآسيوية مثلًا، نجد أنها تزخر بالحيوانات التي تنتمي لذات المناخ، مثل الباندا والقرد الذهبي، لذلك يتمّ عقد اتفاقيات بين هذه الحدائق، لتبادل الحيوانات لفترة معينة من الزمن، وذلك لعدّة أسباب:
- حتى تجذب الحديقة زوّارًا أكثر.
- لغرض القيام ببعض الأبحاث.
- أو لغرض تقديم الحماية والعلاج لهذه الفصيلة.
إذا تمّ الاتّفاق بين هذه الحدائق، فإن عملية النقل تتمّ بالتعاون مع شركات متخصّصة، وذات خبرة في نقل الحيوانات.  
- الحصول عليها من موطنها الأصلي:
وهذه هي الطريقة الثانية لحصول حدائق الحيوان على حيواناتها الجميلة، وذلك بالاتّفاق مع جهات حكومية مرخّصة لاصطياد الحيوانات من بيئتها الطبيعية، ويتمّ ذلك في الفترات التي يُسمح فيها بالصيد، وفي أماكن مخصّصة،  فيتمّ اصطيادها عن طريق إطلاق إبَر تحوي مادّة منوّمة، وغالبًا ما يكون مع فريق الصيد طبيب بيطري يُشرف على عملية التخدير المؤقّته، ويتأكد إن كان الحيوان بحاجة إلى جرعة أكبر أو أقل من هذه الإبَر المنوّمة. وفور أن تعمل المادّة المنوّمة يهرع الصيادون إلى نقل الحيوان بوسيلة نقل تتناسب وحجمه، فإذا كان الحيوان المُراد صيده كبير الحجم، مثل الفيَلة والزرافات، يتمّ ربط الحيوان ونقله بواسطة (هليكوبتر) طائرة عامودية، و من ثم وضعه في قفصٍ خاص استعدادًا لنقله، أما الحيوانات الأصغر حجمًا فيتمّ نقلها بواسطة شاحنات مخصّصة لنقل الحيوانات.

عملية النقل: 
إن معظم شركات الطيران مُهيّئة لنقل الحيوانات الكبيرة والصغيرة، ولكن تتولى شركات متخصّصة في عمليات نقل الحيوانات هذه المهمّة، فلديها فريق عمل يتكوّن من متخصّصين وخبراء وأطبّاء بيطريين، يشرفون على هذه العملية.
وبالنسبة للحيوانات الكبيرة الحجم، مثل الفيَلة ووحيدي القرن، أو الحيوانات المفترسة، مثل الأُسود والنمور، فقبل عملية النقل يتمّ تخديرها بمخدّرٍ آمن تحت إشراف الأطباء البيطريين، وذلك لضمان عدم ارتباك الحيوانات وهلعها أثناء عملية الإقلاع والهبوط، هذا إن كانت عملية النقل تتمّ عبر الطائرة، أما في النقل البحري، فغالبًا لا يتمّ اللجوء لهذا الإجراء.
كما وتعمل بعض الشركات على تصميم أقفاص مخصّصة لكل حيوان، تتناسب وحجمه واحتياجه، حتى تكون عملية النقل هذه أكثر إنسانية ورحمة، فلا يصحّ أن يُنقل ذئبٌ مثلًا في قفص مخصّص للأرانب! 
إن هذا التعاون الذي يتمّ بين عدّة أطراف من مسؤلين وخبراء وأطبّاء بيطريّين وصيادين وناقلين جويين وبحريين، يكون نتيجته حدائق حيوان جميلة ومنوعة وجاذبة للزوّار.
هل لاحظتم ياأصدقائي كيف تكون نتيجة العمل المشترك والتعاون بين الناس رائعة ومتقنة!