أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

في الكويت نستقبل شهر فبراير على أنه شهرٌ للفرح والبهجة، فيه يعبّر الصغار والكبار من المواطنين والمقيمين عن سعادتهم بذكرى يوم الاستقلال 25 فبراير، ويوم التحرير 26 فبراير. وفيه يُظهرون الشكر والتقدير والامتنان لكلّ مَن ضحّى بالغالي والنفيس لبقاء الكويت دولة حُرّة ومستقلّة، ولكلّ مَن اجتهد وأخلص بعمله لنهضة الوطن ورفع اسمه عاليًا في جميع المحافل العلمية. 
إن الكويت كانت وما زالت وطنًا كبيرًا، وحضنًا آمنًا، ومصدر رزق لكلّ الأشقّاء العرب والأصدقاء من مختلف دول العالَم، وكذلك حال أبنائها ومَن عاش على أرضها، فطالما اتّسعت بيوتهم للجار والضيف، وجادت أيديهم على المعوز والمحتاج. 
وفي هذا العدد نتعرّف، في باب راوية تروي، على قصّة «أم الفريج»، وهي بطلة حكاية شعبية قديمة من الكويت. تكشف لنا القصة أن العطاء ليس بالمال فقط، فالعلم النافع والكلام الطيّب والنصح الليّن عطاء، وأن العطاء ليس فقط لمن نحب ونرضى عنه، بل لمن يحتاج إلينا ويأمل منّا العون والمساعدة، فالطيبة والمعاملة الحسنة مع الآخرين لا تعودان إلا بالخير علينا وعليهم. ومن القصّة أيضًا نتعلّم أن السلوك القبيح والمذموم لأحدهم قد يكون عارضًا، ولِيزول أو يتعدّل يحتاج فرصة ومسامحة ومساعدة من الآخرين، الذين يُفترض أن يتحلّوا بحسن التصرّف والصبر. 
أبنائي الأعزّاء، إن قصّة «أم الفريج» تطلعنا على بعض أهم القيَم الأصيلة في المجتمع الكويتي، من مثل العطاء دون مقابل، والتسامح دون منّة، والتماس الأعذار للمخطئين إن عادوا معتذرين. ومن الأمثال الكويتية: (مَن لا يعذر الناس، ما هو من الناس)، فكن معطاءً مع الجميع، وأعطهم أعذارًا إن لزم الأمر، وتذكّر أنك قد تحتاج يومًا لتُعذر على تصرّف غير محمود قد يصدر منك.