أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

منذ عام 1967 والعالم يحتفل في 2 إبريل باليوم العالمي لكتاب الطفل، ويحظى هذا اليوم باهتمام بالغ من المعنيّين بكتاب الطفل، من رسّامين ومؤلّفين ودور نشر، وكذلك من أولياء الأمور والمربّين والمعلّمين، بهدف التوعية ولفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال كوسيلة أوّلية وضرورية للتعلّم والتثقيف والترفيه. وذلك تحت رعاية المجلس الدولي لكتب الأطفال (IBBY)، وهو منظّمة غير ربحية تأسّست في زيورخ عام 1953. 
ولأن (خير جليس في الزمان كتاب)، فعلينا أن نحسن اختيار مَن نجالس، أي ننتقي الكتب بدقّة. ولأن قارئ اليوم الصغير تنوّعت الكتب المتاحة لديه في محتواها وشكلها وطُرق عرضها، خاصّة تلك الكتب الإلكترونية الرقمية التي أصبحت مُتاحة له في أي زمان ومكان، فإنه قد يواجه صعوبة في الاختيار والتفضيل بينها. إلا أن تلك المعضلة ستتلاشى إن عرف جيدًا اهتماماته وميوله، وأدرك جيدًا شغفه وتطلّعاته. إن الكتب كالبشر، والاختلاف من أجمل ما يميّزها كوسيلة للمعرفة، فهي متنوّعة في محتواها، متعدّدة في توجّهاتها، مختلفة بأساليبها وأدبيّاتها. منها ما يناسبك اليوم وما قد لا يناسبك إلا بعد عدّة سنوات، ومنها ما يثريك بالمعرفة ومايؤكّد معارفك السابقة، ومنها ما يلهمك للعمل والإبداع وما يبقيك على حالك. وفي هذا الشأن يشبّه الأديب عبّاس محمود العقّاد (الكتب كالناس، منهم السيّد الوقور، ومنهم السيّد الظريف، ومنهم الجميل والساذج... والدنيا تتّسع لكل هؤلاء، ولن تكون المكتبة كاملة إلا إذا كانت مثلاً كاملاً للدنيا. 
أبنائي الأعزّاء، في هذا العدد، ومن كتب قصص التراث العالمي اخترنا لكم قصّة الزوجة الذكيّة، للأديب الهندي داكشينارانجان ميترا ماجمدار، والتي تطلعنا على أهمية المشورة والأخذ بآراء الآخرين وعدم التقليل من شأنهم، والتريّث وعدم التسرّع بالردود والأحكام، خاصّة تلك المتعلّقة بحال عدد كبير من الناس. ومن الأمثال الهندية: (المعجزات وليدة الرجال المتّحدين)، فكم من أمور صعبة، وتكاد تكون مستحيلة، تحقّقت بمشاورة ومشاركة الآخرين!