أنا ألعب بنج بونج!

أنا ألعب  بنج بونج!

رياضتي المفضّلة تنس الطاولة، واسمها الشائع (بنج بونج)، تجري مبارياتها بين لاعبَين أو أربعة (2 ضد 2)، يتنافسون في ضرب كرة بلاستيكية خفيفة مُستخدمين مضربًا صغيرًا، فوق طاولة صلبة مقسّمة إلى قسمين بينهما شبكة، وتظل الكرة رائحة غادية من قسم إلى قسم عبر الشبكة، بحيث تصطدم الكرة القادمة من جهة المنافس بسطح الطاولة مرّة واحدة، فيقابلها المضرب قبل أن تسقط على الطاولة مرّة ثانية لترجع إلى الجانب الآخر.
 ويجتهد كل منافس في جعل عملية تلقّي الكرة وإعادتها صعبة، فإن فشل لاعبٌ في استقبال الكرة التي قفزت في نصف الطاولة، أو أعادها خارج مساحة نصف الطاولة المقابل له تُحتسب نقطةً لصالح منافسه. ويتحكّم في هذا السجال مِن تبادل ضرب الكرة سرعة رد الفعل، ومهارة اللاعب التي تمكّنه من التحكّم في الكرة، فيعيدها لولبية يصعب على منافسه تحديد موقع سقوطها عنده، فتسقط منه خارج الطاولة، وتذهب النقطة للضارب الماهر. 
وقد شهدت اللعبة انتشارًا واسعًا بداية القرن العشرين، وأنشأت بريطانيا في العام 1921 أوّل اتحاد رياضي للبنج بونج، ثم تكوّن الاتحاد الدولي للّعبة عام 1926، وقام بتنظيم أوّل بطولة عالم في تنس الطاولة في لندن بالعام 1933. 
ولا تتطلّب لعبة تنس الطاولة غير معدّات قليلة بسيطة ذات مواصفات متّفقٌ عليها، فالكرة خفيفة وزنها 2,7 جرامًا، وقطرها 40 ملليمترًا، مصنوعة من البلاستيك، بدأت بلون أبيض ثم أدخلت الكرة برتقالية اللون عام 2015، بحيث يكون اللون متوافقًا مع لون الطاولة التي يبلغ طولها 9 أقدام (2,74 مترًا)، وعرضها 5 أقدام (1,525 مترًا)، وترتفع عن مستوى الأرض بمقدار 2,5 قدمًا (76 سنتيمترًا)، على أن يكون سطحها داكن اللون، وينقسم إلى قسمين متساويَي المساحة، يفصل بينهما شبكةٌ ارتفاعها 6 بوصات (15,25 سنتيمترًا). وأداة اللعب مضربٌ مصنوع من طبقات رقيقة من الخشب، يتراوح عددها بين طبقة واحدة وسبع طبقات، ويمكن أن يحلّ محلّ بعضها طبقات من مواد أخرى، كالفلّين والألياف الزجاجية وألياف الكربون والألومنيوم، على ألاّ تقل نسبة الرقائق الخشبية عن 85%، والسطح الخارجي للمضرب مكسوٌّ من الجانبين بطبقة من المطّاط. 
وتبدأ مباراة تنس الطاولة بتحديد اللاعب الذي سيبدأ (ضربة الإرسال) وذلك عن طريق (القرعة)، ويجريها (حكم) المباراة، أو بأي أسلوب يرتضيه طرفاها. ويبدأ الفائز بالقرعة بضربة الإرسال وهو ممسك مضربه بيدٍ والكرة على راحة يده المفتوحة، فيدفعها لأعلى بارتفاع لا يقل عن 16 سنتيمترًا، ويتلقّاها وهي متهابطة بضربة من مضربه بحيث تلمس ملعبه هو أولًا، وتأخذ طريقها من فوق الشبكة ودون أن تلمسها لتسقط في ملعب المنافس. 
وفي عملية الإرسال يجب أن تكون الكرة مرئية بوضوح لكلٍّ من المنافس وحكَم المباراة وإلا كان الإرسال خاطئًا. وإن فشلت عملية الإرسال لاصطدام الكرة بالشبكة وعدم انتقالها إلى ملعب المنافس تُحتسب نقطة لصالحه، كما تُحتسب نقطةٌ لصالح اللاعب الذي ينجح في ضرب الكرة لتعبر الشبكة وتصطدم بملعب منافسه الذي يعجز عن ردّها إليه. ويتفنّن الطرفان في ذلك، ويُترجم تحقيقه إلى نقطة تُضاف إلى رصيد الناجح، كما يخسر اللاعب نقطة - تذهب إلى منافسه - في حالات يرصدها حكَم المباراة، كأن يحرّك سطح الملعب أو يلمس مجموعة الشبكة، وأيضًا عند تلامس يده الخالية من المضرب هذا السطح.
وينتهي الشوط الواحد من المباراة لصالح اللاعب الذي يسبق منافسه فيسجل 11 نقطة، ما لم يحدث تعادل بنتيجة عشر نقاط لكلٍّ من الطرفين، وعندها يستمر اللعب حتى يكسب أحدهما بفارق نقطتين (12/10 أو 13/11... وهكذا). وتتكوّن المباراة من عدد فردي من الأشواط يتراوح بين 3 و7، ويفوز مَن يتغلّب على منافسه في أشواط أكثر. ويُمكن للّاعب أن يمسك المضرب كيف يشاء، غير أن ثمّة طريقتان شائعتان بين لاعبي تنس الطاولة، يبدو اللاعب في أولاهما كأنه يمسك بقلم، وتُسمّى الطريقة الأخرى بالمصافحة، فكأن اللاعب وهو يمسك مضربه يصافح يدًا، ويستخدمها العديد من اللاعبين الأوروبيين والآسيويين العالميين. وينصح المدربون باستخدامها فهي أسهل في التعلّم، كما تُتيح للّاعب نطاقًا أوسع من أساليب اللعب الهجومية والدفاعية.
وبالرغم من أن لاعبِي البنج بونج يستخدمون أياديهم، إلاّ أن المدربين المحترفين يقولون إنها لعبة (تحريك أرجل) بالأساس، ويفوز بمبارياتها من يحرّك رجليه أسرع على جانبي الطاولة، وابتعادًا عنها، واقترابًا منها!