أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

تنهض البلدان وتتطوّر المجتمعات بفضل الإنسان الذي تكفّل بإعمار الأرض وبنائها، وتكلّف في المحافظة عليها وعلى خيراتها لتبقى صالحة لأجيال متعاقبة، والتي سعت بدورها للعناية والاهتمام بكل ما أنتجه هذا الإنسان من أشياء مادية (اختراعات، وصناعات ملموسة)، وأخرى غير مادية (ثقافة، عادات وتقاليد...) كان لها الأثر الواضح في استمرار العيش بسهولة ويسر، وفي تآلف البشر بحب واحترام. وقد وعى الإنسان لأهمية الطرق والوسائل التي تنقل إنتاجه على مدى قرون، وحرص على العناية بها وتعريف العامّة عليها. 
وتعد المتاحف، بمختلف أشكالها وأنواعها، من الوسائل المهمّة التي تجمع وتحفظ وتعرض كل ما قام به الإنسان وأسهم في إحداث تغيير ملموس ومحسوس في حياته على مرّ العصور. ولذلك خصّص يوم 18 مايو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، بهدف توعية الناس بأهميتها ودورها في تنمية المجتمع وتثقيفه، وإبراز التحديات التي تواجهها للقيام بدورها على أكمل وجه. كما أن الحكايات التراثية والقصص والأمثال الشعبية تقوم بذات الدور، بل إنها من الوسائل المحبّبة لدى الصغار والكبار لمعرفة الأحداث الماضية وتناقل الأخبار والمعارف عن سالف العصور والازمان. 
أبنائي الأعزّاء، في هذا العدد نتعرّف في باب (راوية تروي) على قصة الأسد والفلاح، والتي تطلعنا على الكثير من الدروس التي علينا الانتباه لها وتذكّرها في تعاملاتنا اليومية مع مَن حولنا. ومنها: 
إن حريتك تنتهي عندما تلحق الضرر بالآخرين، فلا تتطاول على ممتلكات الغير وحقوقهم وتدّعي بأنك حرّ. وإن الطبع يغلب التطبّع، فاحرص على أن تكون الغلبة للطباع الإيجابية النافعة. واتّقِ شرّ مَن أحسنت إليه، ولكن لا تدع شرّه يبعدك عن الإحسان للآخرين، فالإحسان قيمة أصيلة في الإنسان بينما الشرّ عارض وطبع سيّئ. ويبقى أن نقول إن للقارئ النجيب المتمعّن الكثير من المواعظ والحكم في قصة العدد.