الفيل سميح

الفيل سميح

صباح جديد، الغابة استيقظت باكرًا من النوم، والطيور بدأت تحلّق في السماء وتهبط على فروع الشجر، فتلقي تحية الصباح على الجميع: صباح الخير.
الأزهار تردّ بسعادة: صباح الخير.
الفراشة الطيبة قالت للوردة الزرقاء: صباح الخير يا زهرتي الجميلة.  
فردّت الوردة عليها قائلة: صباحك مشرق يا فراشتي الحبيبة.
من بعيد، من خلف الشجرة العملاقة، ظهر الفيل الصغير سميح الذي يحب المرح والركض هنا وهناك، يدنو من الغدير ويملأ خرطومه الصغير بالمياه ثم يقذفها بشدّة على صديقه القرد.
يقفز القرد عاليًا فوق أغصان الشجر وينظر إلى صديقه الفيل وهو يقول ضاحكًا: لقد أخفقت في النَّيل مني اليوم.
عاد القرد إلى الأرض ووقف بجانب الفيل ثم قال: ما رأيك أن نلهو سويًا.
قال الفيل: لمَ لا؟ لكن ماذا سوف نفعل؟
ردّ القرد قائلاً: انتظرني هنا لحظات، سوف أعود إليك سريعًا ومعي مفاجأة!
قال الفيل وقد بدأ يشعر بالحماسة: أسرع ولا تتأخر، لن أبرح هذه البقعة.
اختفى القرد بين أوراق الشجر الكثيف لِثوانٍ معدودة، ثم عاد مسرعًا لصديقه الفيل حاملاً بين يديه المفاجأة التي وعده بها. كانت حقًا مفاجأة للفيل سميح الذي ما أن رآها حتى أخذ يدور حول نفسه في سعادة غامرة. 
قدّم القرد لصديقه الفيل المفاجأة، إنها كرة زاهية الألوان بدأ الفيل يلهو بها مع القرد، يدفع الكرة بخرطومه فيتلقّاها القرد، ثم يعيدها للفيل مرّة تلو الأخرى.
دنا منهما الأرنب محبوب وهو يلقي عليهما السلام، ثم طلب أن يتشارك معهما اللعب بالكرة.
رحّب الفيل بذلك، لكن القرد غضب وقال للأرنب: هذه كرتي أنا، ولن يلعب بها إلا مَن أريد.
شعر الفيل بالحزن من تلك الكلمات التي ألقاها صديقه القرد، بينما أرخى الأرنب أذنَيه في انكسار وجرى مبتعدًا عنهما. قال الفيل للقرد وهو يعاتبه: لمَ فعلت هذا يا صديقي؟ ألم يكن من الممكن أن نلعب سويًا؟
ردّ القرد على الفيل قائلاً: هذه كرتي أنا، ولا أريد لأحد أن يلعب بها.
الفيل أصابه الغضب من القرد فقال له: اِلعب بها بمفردك.
ثم تركها وانطلق يجري خلف الأرنب الذي كان جالسًا أسفل شجرة وهو يبكي، حتى إنه لم ينتبه للفيل الذي قال له: لا تحزن، تعالَ معي نلعب سويًا، ونحن لسنا بحاجة لتلك الكرة التي تجعل البعض يصاب بالغرور.
- حقًا! وماذا عن صديقك؟ 
قال الفيل: مع الأسف! تلك الكرة جعلته يغترّ علينا جميعًا.
الفيل والأرنب أصبحا صديقين، أما القرد فقد قال لنفسه وهو يحمل الكرة: ذهب الفيل بعيدًا عني من أجل الأرنب، وكأنني لست صديقه! هل مع الأرنب كرة مثل هذه؟ بالطبع لا، لا يهم... سوف أجد ألف صديق غيره، ولكن من المستحيل ان أجد كرة أخرى.
لعب القرد بكرته حتى شعر بالملل، وشعر أنه بحاجة إلى أحد يشاركه لهوه، وأحسّ بأن الكرة لن تغنيه عن صديقه الفيل. انطلق القرد خلف صديقه الفيل حتى أدركه وهو يلعب مع الأرنب وكلاهما في سعادة غامرة. 
اقترب القرد منهما، ثم قال في لهجة مليئة بالأسف والندم: هل من الممكن أن تشركاني معكما باللعب؟ 
رحّب الفيل والأرنب به.