رفروفة ترفرف من جديد!!

رفروفة ترفرف من جديد!!

«كم أشعر بالملل! لم أخرج من الجحر منذ أيام بسبب برودة الطقس» حدث الأرنب «أرنبوس» نفسه متذمرًا. ثم خطرت بباله فكرة. فاتجه إلى صديقته الحمامة «رفروفة» التي كانت نائمة فأيقظها ودعاها لجولة معه في الغابة. اتجه الاثنان نحو ساحة يكسوها بساط أخضر وتحيط بها أشجار الصنوبر والسنديان.
مرّ وقت قصير وهما يمرحان، ثم قرّرا أن يلعبا الغميضة. أغمض «أرنبوس» عينيه وبدأ بالعد، أسرعت «رفروفة» بالاختباء. اختارت أن تدخل وسط إحدى أشجار السنديان وتخفّت وسط أوراقها الكثيفة. أنهى «أرنبوس» العد وبدأ بالبحث عن صديقته. نادى عليها بصوت مرتفع: أعرف أنك مختبئة في إحدى الأشجار.
فأجابته: هيا عليك أن تكتشف مكاني.
أخذ «أرنبوس» يركض من شجرة إلى أخرى دون جدوى ثم خاطب صديقته قائلاً: هيا اخرجي. مللت من البحث عنك.
ضحكت «رفروفة» وقالت: اجتهد! لا تستسلم بسرعة! إنك أرنب سريع الضجر.
أجابها «أرنبوس»: حاولت تتبع صوتك ولم أنجح.
حينها قررت «رفروفة» أن تخرج من مخبئها لكن جناحها علّق بأحد الأغصان. فنادته: ساعدني يا صديقي علّق جناحي ولا أستطيع الطيران. أنا بوسط شجرة السنديان الكبيرة.
 طمأنها «أرنبوس» قائلاً: اهدئي يا رفروفة، حاولي تخليص جناحك برفق.
حاولت «رفروفة» لكنها فشلت. ظل الأرنب واقفًا تحت الشجرة يفكر: كيف سأساعد صديقتي؟ لا أستطيع تسلّق هذه الشجرة العالية.
ثم قفز قائلاً: وجدتها، سأطلب المساعدة من الزرافة «فافا». انطلق مسرعًا نحو منزلها. وماهي إلا لحظات حتى قدمت بصحبته.
اعتلى «أرنبوس» ظهر «فافا». تمسك برقبتها الطويلة وحاول تسلق الشجرة لكنه سقط أرضًا متألمًا. تنهّدت «فافا» وقالت معتذرة: الجو بارد وسيحل الظلام. علي العودة إلى بيتي، تركت طفلي وحيدًا.
قالت رفروفة لـ«أرنبوس»: عُد إلى منزلك، سأبيت الليلة هنا. ربما في صباح الغد نجد حلاً.
أجابها «أرنبوس» باستغراب: وهل يتخلى الصديق عن صديقه!! ليس عدلاً أن نلعب سويًا ثم أدعك في هذا البرد متألمة.
في الأثناء كان السنجاب «ميني» يسمع حوارهما وهو داخل تجويف أحد أغصان الشجرة فأخرج رأسه وقال: أزعجني ضجيجكما، لكنني سأساعد «رفروفة». أعجبتني صداقتكما.
تسلّق «ميني» الشجرة ووصل لمكان «رفروفة». جذب برفق الأغصان التي كانت تلتف حول جناحها وخلصها.
طارت رفروفة بسعادة وفرح أرنبوس وهو يرى صديقته تحلق في السماء من جديد. 
شكر الصديقان السنجاب «ميني» على مساعدته، فابتسم وقال: وهل يتخلى الصديق عن صديقه!!.