أجسامنا والحرارة

درجة حرارة الجسم الطبيعية 37 درجة مئوية، ويمكن أن تختلف بنسبة نصف درجة مئوية من شخص إلى آخر، فجسم الإنسان يتأثّر بالتغيّرات الخارجية التي تحيط به، مثل ارتفاع درجة حرارة الجوّ، والداخلية مثل الأمراض التي تصيب الإنسان، فعندها يحاول الجسم جاهدًا تعديل حرارته، وهنا يكمن دور الدماغ فهو المسؤول عن تنظيمها، وتسمّى هذه العملية بالتنطيم الحراري.
كيف تؤثّر رطوبة الهواء على أجسامنا؟
دعونا أولا نتعرّف على رطوبة الهواء، إنها كمية بخار الماء الموجودة فيه، وهي تختلف حسب درجة الحرارة وضغط الهواء، فكلما كان الهواء أدفأ زادت كمية البخار الذي يحمله، وفي بعض المناطق تكون الرطوبة عالية جدًا فيتكوّن الضباب الكثيف، ولكن عندما تدنو من 30٪ يصبح الهواء جافًا تقريبًا. عند الرطوبة يرسل الدماغ إشارة إلى الكثير من الغدد الموجودة في جسمنا لإفراز العرق (سائل شفّاف مؤلّف من ماء وأملاح وبروتينات (ليبرّد جسدنا، ولكنه لا يستطيع التبخّر أو الارتفاع في الهواء ،لأن الهواء مشبّع ببخار الماء، فعندها يا صديقي العربي الصغير سارع بمسحه بمنديل نظيف، وتخلّص منه لتسهل على جسمك القدرة للمحافظة على برودته. أما عندما تكون الرطوبة خفيفة فالعرق يتبخّر بسهولة مرتفعًا في الهواء فلا نشعر به كثيرًا.
كيف تساعد الجسم لتخفيض حرارته؟
1- شرب كمية كافية من الماء، ولكن انتبه ليس دفعة واحدة كي لا تُتْعب كليتَيك، بل طوال اليوم وعلى فترات.
2- حاول ألا تتعرّض لأشعّة الشمس، وإن اضطررت فضع قبّعة ونظّارة وواقي الشمس.
3- ارتدِ الملابس الخفيفة الفضفاضة والفاتحة.
4- اِجلس في غرفة فيها مروحة أو جهاز تبريد (المكيّف).
5- تناول مشروبًا باردًا طبيعيًا دون سكر مضاف.
كيف يُساعد التبريد في حفظ الأدوية والعقاقير؟
التبريد مهم كثيرًا في الطبّ، فبعض اللقاحات تحتاج أن تُحفظ باردة لكي تحافظ على فعاليتها، فهي تُنقل من المصانع إلى المراكز الطبية بواسطة شاحنات أو صناديق مبرّدة، وهناك تحفظ داخل البرّادات لحين الاستخدام، ولكن البلدان النامية تواجه مشكلة عدم توفّر الكهرباء أو حتى وسائل النقل الخاصة والمجهّزة، فالحل الوحيد هنا يكون بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومن ثم تبريد الصناديق وحفظ الأدوية وإنقاذ حياة الكثير من المرضى.
كيف تعمل البرّادات؟
إذا نظرنا إليها من الجهة الخلفية نرى مجموعة من الأنابيب التي تحتوي على سائل خاص وسهل التبخّر، وكلما اقتربنا منها نشعر بالحرارة، ولكن من أين تأتي هذه الحرارة؟ التيّار الكهربائي يعمل على ضخّ السائل واستمرار تدفّقه، وعندما يجري في الجهة الداخلية، الحرارة تجعله يتبخّر فيمتصّها ويُكمل هذا الغاز (السائل المتبخّر) مساره حتى يبلغ الأنابيب الخارجية، فهناك يتعرّض للضغط الشديد فيجعله يتكثّف ليعود سائلًا (دورة لا متناهية) فتنتقل الحرارة الممتصّة من الداخل إلى الخارج، وهذا الذي يجعلنا نشعر بحرارة الأنابيب.