الهروب من النقد
لوحة "الهروب من النقد" تعد أشهر لوحات الفنان الأسباني بيرى بوريل ديل كاسو رسمها عام 1874، والتي استخدم فيها تقنية ترمبلوي وتعني خداع البصر، وهي تقنية انتشرت في اليونان القديمة، تعتمد على وهم عين المشاهد من خلال كسر الخط الفاصل بين عالم اللوحة والواقع، وعادة ما توظف النافذة أو الباب في اللوحة لإيصال هذه الخدعة البصرية.
اللوحة تصور صبيًا صغيراً حافي القدمين يرتدي ملابس ذات طابع فلاحي بسيط من القرن التاسع عشر يحاول الهرب من النافذة، والتي يعد إطارها هو اللوحة، وتعلوا وجهه نظرة قلق، فيبدو للمشاهد أنه يقفز من عالم الصورة إلى عالمنا.
يعتقد الكثيرون أن هذه اللوحة تعكس محاولة الرسام لتحرير نفسه من قيود الأكاديمية للفن ونقاد الفن في عصره، والذين انتقدوا بشدة الفن الذي يصور العالم الحقيقي الواقعي الذي يبعد عن الاتجاه الديني والروحاني. ومنهم من يرون فيها رغبة في الهروب من الأعراف والتقاليد السائدة المجتمع والتي تقيد الفنان وتحد من إبداعه.