أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في شهر أكتوبر لا يمكن التغاضي عن احتفالية العالم بيوم المعلم، وتحرص اليونسكو ومنظمة التعليم الدولية على تنظيم حملة في اليوم الخامس من الشهر للتوعية بأهمية المعلم ودوره في تنمية الأطفال والناشئة، وفي تطوير المجتمعات والعمل على نهضتها. وفي يوم المعلم يعبر التلاميذ عن حبهم وتقديرهم لمعلميهم، وخاصة أولئك الذين يتركون الأثر الطيب في نفوسهم، ويحدثون التغيير الجيد والإيجابي في مسيرتهم العلمية والعملية. إن إظهار الشكر والامتنان للمعلم يدفعه للمزيد من العطاء، كما يشجعه على تثقيف وتطوير نفسه ومن حوله. 
ولأن المعلم هو من أعلمنا بالشيء، ونقل لنا العلم والمعلومة، فإن مصادر العلم والتعلم اليوم عديدة ومتنوعة، والإنسان الواعي يمكنه أن يتعلم من المدرس بالمدرسة، ومن والديه بالمنزل، ومن الكتب بالمكتبة، ومن البرامج في الإذاعة والتلفاز، ومن المواقع الالكترونية في الشبكة المعلوماتية "الانترنت"، ومن أناس قد يصادفهم، ومن مواقف قد يتعرض لها، ومن لحظات تأمل يصفو بها ويراقب من حوله جيدا. وعليه فإن عملية التعلم عملية مستمرة ولا تتوقف إلا بفقد الإنسان لإدراكه أو حياته. 
أبنائي الأعزاء، في هذا العدد نتعرف في باب راوية تروي على حكاية أكواز الصنوبر الفضية، وهي من الحكايات الشعبية الألمانية، والتي تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر وأهمها، هي أن نتفاءل، ولا نفقد الأمل، ونسعى بجد واجتهاد وبقدر ما لدينا من إمكانات، لتغيير ما نراه سيء أو مضر أو محزن، أو حتى مزعج ومعيق لتقدمنا وسعادتنا. ولكاتب قصص الأطفال الألماني "أوتفريد برويسلر" مقولة حول ذلك وهي (ليس هناك كتاب له نهاية) أي أن كل ما تقرأه في الكتب أنت من يضع خاتمة له وليس الكاتب. وعليه فإن ما نقرره اليوم سيصنع المستقبل، ولذلك لنقرر النجاح والفرح والعافية.