فرفور فأر صغير. يعيش في بيت جميل. يسكن هو وأمه في جحر تحت سرير ملك الفتاة صغيرة، التي يحبها كثيرا، ولكنه كلما خرج ليلعب معها صرخت، وألقت عليه الألعاب والأشياء.
ذهب فرفور لأمه حزين، وقال لها:
إنني أحب ملك؛ فلمَ لا تحبني؟
قالت الأم:
إنها تخاف منك، فهي تظن أنك ستأكلها.
قال فرفور متعجبا:
كيف آكلها، وأنا فأر صغير، وهي كبيرة جدا؟
أخرج فرفور رأسه من تحت السرير؛ فوجد ملك تداعب القط، فقال لأمه:
أنظرى.. القط الذي يطاردنا، ويهددنا تلاعبه، وأنا لا أعرف لمَ تكرهني؟
جلس فرفور حزين، وقال:
إنني سأجلس هنا وحدي، ولن أخرج لألعب معها ثانية.
ذات يوم أحضر والد ملك لها طائرة جميلة. تعمل بجهاز للتحكم عن بعد، وفرحت ملك بها كثيرا، وصارت تلعب بها طوال اليوم، ولكن الطائرة طارت فوق الدولاب، وحشرت بين الحقائب الموضوعة فوق الدولاب، وقد فشلت كل محاولات ملك في تحريكها بجهاز التحكم؛ فجلست تبكي وتبكي.
شاهد فرفور ما حدث، وفكر:
إنني أحب ملك، ولا أريدها أن تبكي. سأحاول الصعود فوق الدولاب، وإحضار الطائرة لها.
تسلق فرفور الدولاب، ووصل لمكان الطائرة. فتح بابها، وجلس ليقودها. لف بها في الحجرة، ثم هبط بها أمام ملك.
فرحت ملك لعودة طائرتها، وحملتها نظرت بداخلها؛ فوجدت فرفور. تراجع خائفا منها، ولكنها ابتسمت له، وحملته على يدها، وقالت له:
إنني سعيدة جدا؛ لأنك أعدت إلىّ طائرتي.
وأحضرت له قطعة جبن من الثلاجة مكافأة له، وقالت:
أنت من اليوم صديقي، وسنلعب معا دائما.
فرح فرفور، وحمل قطعة الجبن، وعاد سعيدا يقص على أمه مغامرته الشيقة، وصداقته الجديدة مع الجميلة ملك.