للخيول... أحذية!
الحوافر للخيول والأحصنة بمنزلة الأظافر للإنسان، فهي تعمل على حماية القدم والأنسجة الداخلية للقدم، حيث يعتبر الحافر بمثابة غطاء قرني سميك ومعقوف من بروتين الكيراتين يكسو أطراف الأصابع عند الخيول فتستخدمها الخيول للسير عليها. لذلك يعتبر الحافر (وجمعها حوافر) عبارة عن هيكل يحيط بالسلامي البعيد للإصبع الثالث والذي تطور إلى إصبع واحد يحمل وزن الخيل، حيث يتحمل كل وزن الحصان، فإن الحافر له أهمية حيوية ويتكون من عدة طبقات وهياكل مختلفة، لكل منها وظيفة محددة وتنمو بشكل مستمر لكنها تضعف تدريجيًا فتسبب الالم للخيول.
تحتاج حوافر الخيول إلى رعاية يومية لبقاء القدم بصحة جيدة. من المهم إزالة الأوساخ والسماد من أسفل الحافر، وإزالة أي صخور ملتصقة وعصي وحتى مخاريط الصنوبر التي قد تسبب عدم الراحة والكدمات. بالنسبة للعديد من الناس، قد يبدو حافر الحصان شيئًا صلبًا، ومع ذلك تحتاج حوافر الخيول إلى حدوات، يعمل الحدواتي والبيطار على صناعتها وتركيبها على أقدام الحصان مغطية الحوافر بحيث يسير الحصان على الحدوات التي تعمل على حماية الحوافر.
الحدوة والحوافر
الحدوات جمع حدوة تصنع من المعدن وغالباً الحديد، وهي تشبه في شكلها حرف ""U اللاتيني. تختلف في شكلها وحجمها ما بين قطعة رقيقة من المعدن لخيول السباق إلى الحدوات الثقيلة ذات الأسنان الحادة للخيول التي تجر الأثقال في الغابات أو على الجليد، يرجع استخدامها إلى القرن السادس قبل الميلاد. استخدم الرومان لخيولهم حدوات من الحديد مركبة في أحذية جلدية.
تعد الحدوة ضرورية لمعظم الخيول، وكذلك التشذيب المنتظم لأنه يمنع تآكل الحافر مما يسهل حركة الحصان، ويسير مدة أطول عندما تكون له حدوة مقارنة بالحصان بدون حدوات. والحصان لا يتألم عندما توضع له حدوات لقدمه، لأن الحوافر مثل الأظافر للإنسان تنمو بشكل يومي ولا بد من قصها وتشذيبها باستمرار. فنحن لا نتـألم عندما نقلم أظافرنا وكذلك الحصان لا يتألم بل يشعر براحة عندما توضع له حدوة لأنها تحمي قدمه، فالحدوة للحصان كالحذاء بالنسبة لنا ويكون الحصان مطيعًا عندما يقوم البيطار بتركيب الحدوات لأقدامه.
صناعة الحدوات
كانت صناعة الحدوات وتركيبها حرفة مهمة، حيث يطلق على الشخص الذي يقوم بصنع وتركيب الحدوات للحصان البيطار أو الحدواتي، وعمله يعادل مهنة الميكانيكي مصلح السيارات، وكالبيطري أيضًا لأنه كان يعالج الخيول من أمراضها. قبل تركيب الحدوات يجب تنظيف حوافر الحصان وإزالة الأوساخ والسماد والحجارة وأي شيء آخر يعلق في الجزء الداخلي من الحافر. ومن أجل تنظيف الحافر بنجاح وأمان تحتاج إلى وضع الحصان بشكل صحيح واستخدام الأدوات والتقنيات المناسبة. مع بعض الممارسة، ستتمكن من إزالة جميع الأوساخ والحطام من الحافر مع الحفاظ على الحصان سعيدًا ومرتاحًا.
صناعة الحدوات الحديدية حرفة عريقة لازمت الإنسان الريفي منذ أقدم الأزمنة حينما كانت تنتشر في الريف أعداد كبيرة منها وكانت وسيلة الإنسان الوحيدة في الفلاحة والجر والنقل والركوب على العكس من هذه الأيام التي قلّت فيها تلك الحيوانات، وبالتالي قل عمل الحدواتي وأصبحت من المهن النادرة.
تركيب الحدوات
لتركيب الحدوات يتم أولاً قص الأجزاء الميتة من الحافر بواسطة آلة تسمى قصافة الأظافر وتشبه الزرادية التي تستعمل لقلع المسامير المستخدمة في النجارة، ومن ثم وضع الحدوة المناسبة وتثبيتها به بواسطة مسامير خاصّة عن طريق الدق بواسطة مطرقة، وأخيراً لوي المسامير، طبعاً العمل لا يُؤلم الحيوان لأنّ الجزء الذي نعمل فيه ميت مثل أظافر الإنسان تماماً، والجدير بالذكر أنّ الحيوان يجب تركيب حدواته كل ثلاثة أو أربعة أشهر.
في اليابان يقولون "قد يكون مسمارًا في حدوة حصان" للإشارة عن الأخطاء الفادحة الناتجة عن الإهمال، كأن أحدهم أهمل مسمارًا في حدوة حصان تسبب في سقوط الحدوة وتعثر الحصان وسقوطه، ومن ثم سقوط الفارس الذي يفترض أن يكون حاملًا لرسالة فأضاعها... فالإهمال قد يؤدي إلى نتائج كارثية!