غداؤنا اليومَ... بيتزا!
يصادف يوم التاسع من شهر فبراير يوم البيتزا العالمي، فتعالوا لنحتفل بالبيتزا من خلال التعرف عليها تاريخيًا!!
أكلةٌ إيطاليةُ المنشأ، عُرِفت بهذا الاسم (بيتزا)، لأول مرة، في مخطوطة لاتينية، عُثِرَ عليها في بلدة (جيتا)، جنوب إيطاليا، ويعود تاريخُها إلى القرن العاشر الميلادي. وكانت مكوناتُها الرئيسيةُ، في البداية: عجينةُ قمحٍ مُخمَّرَةٌ، مغطاةٌ بصلصةٍ (عادة صلصة الطماطم)، وجبنٍ، وفي أحيانٍ كثيرة، تُضافُ مكوناتٌ أخرى، مثل الأنشوجة والفطر والبصل والزيتون والأناناس واللحوم، وغير ذلك، لإضفاء مذاقاتٍ خاصة، ورفع القيمة الغذائية. وتتخذُ العجينةُ شكلَ قرصٍ، ويتم خبزها عند درجة حرارة عالية، في فرن تقليدي، وقوده الحطب.
أما البيتزا التي نعرفها الآن، والمعروفة باسم بيتزا مارجريتا، فقد ظهرت بالعام 1889 عندما كلف القصر الملكي الإيطالي واحداً من أشهر صانعي البيتزا في ذلك الوقت، اسمه (رافاييل إسبوزيتو)، بصنع بيتزا تكريما للملكة مارجريتا، فابتكر إسبوزيتو ثلاثة أنواع من البيتزا، أبدت الملكة إعجابها بنوع منها، كان مغطَّىً بألوان العلم الإيطالي: الأحمر (الطماطم)، والأخضر (الريحان)، والأبيض (جبن الموزاريلا). وقد أُطلق اسم الملكة (مارجريتا) على هذا النوع، منذ ذلك الوقت، حتى الآن.
وعادةً ما يتمُّ تقديم البيتزا بهيئة قرص سليم، دون تقطيع، ليتناولها الآكلون باستخدام السكين والشوكة، غير أن ذلك لا يمنع من أن تُقَطَّع إلى شرائح، تؤكلُ دون حاجة لأدوات مائدة!
لقد أصبحت البيتزا، أيَّاً كانت مُكوِّناتُها، أحد أشهر الأطعمة في العالم وصنفًا شائعًا من الوجبات السريعة، في كل أنحاء العالم. وفي بعض بلدان حوض البحر المتوسط تُباعُ البيتزا مجمَّدَةً، وتُعدُّ للمائدة بتسخينها في فرن منزلي عادي.
ومما يُذكرُ عن البيتزا، أيضاً، أن إيطاليا طلبت من الاتحاد الأوربي، بالعام 2009، تسجيل البيتزا كطبق تقليدي إيطالي الأصل؛ وفي عام 2017 تم إدراج فن صنعها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي الإنساني غير المادي.
ومما يُذكرُ، أيضاً، أنه قد تم بالعاصمة الإيطالية روما، في ديسمبر 2012، إعداد أكبر بيتزا في العالم، بلغت مساحتُها ألفاً و261 مترًا مربعًا، وأُعطِيتْ اسم أول إمبراطور روماني (أوكتافيان أغسطس).
وقد أُدرِجتْ في موسوعة جينيس للأرقام القياسية أغلى بيتزا في العالم، يبيعها مطعم اسمه (ميز)، في لندن، وثمنها 100 جنيه إسترليني، وهي مخبوزة على الخشب، ومغطاة بصلصة البصل المهروسة، وبمعجون من الفطر وجبن المزاريللا، وخس برِّيَ يقال له (الميزونا).
ودخلت البيتزا مجال العمل الخيري، إذ تم في العام 2007، في العاصمة الاسكتلندية جلاسجو، بيع بيتزا بالمزاد العلني، ووصل ثمنها إلى ألفي جنيه إسترليني، واشتمل تكوينها على طبقات من صلصة الطماطم، وشرائح من سمك السالمون الاسكتلندي المُدَخَّنِ، وأخرى من لحم الغزال، إضافة إلى الكافيار، ومعلَّق من الذهب الصالح للأكل!
لا عجبَ إذن، إزاء هذا الرواج العالمي للبيتزا، أن تبلغ قيمة سوقها، عالمياً، 128 مليار دولار أمريكي بالعام 2017، بلغ نصيب الولايات المتحدة الأمريكية منها 44 ملياراً، موزَّعَة على 76 ألف مطعم بيتزا في سائر الولايات الأمريكية.